مغردون: كل شيخ إصلاحي... مهدد بالإزاحة!

* استجواب مُعلّب تفوح منه "تصفية الحساب" لحشر الوزير في الزاوية والدفع باتجاه إقالته
* التراجع عن إشرك المرأة في الجيش يثبت عجز الحكومة عن تحدي نفوذ الإسلاميين
* الطبطبائي: ما الحاجة لـ"تأنيث الجيش"؟ هل نعاني نقصاً في الرجال أم السيدات أكفأ قتالياً؟

الصور الضاحكة التي جمعت بين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والنائب حمدان العازمي، خلال مناقشة الاستجواب الذي وجهه الأخير إلى وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر، شغلت المغردين على "تويتر" أكثر مما شغلتهم قضايا المساءلة السياسية التي خضع لها الوزير، على الرغم من السخونة المتضمنة في الاستجواب المنتهي بطلب سحب الثقة منه، لاسيما في المحور المتعلق بحماس الجابر لإشراك المرأة في الجيش.
ويعود سبب انشغال المغردين بالصورة الضحوكة، إلى صدى "هوشة" وقعت بين الرجلين في الجلسة السابقة للاستجواب، اشتملت على سجال حاد من شاكلة "مو من حقك"، و"ما تصارخ".
وفيما ربط مغردون بين ضحكات الغانم والعازمي، وبين ما تعرض له النائب عبيد الوسمي من "عنف لفظي" من نواب المعارضة، لوقوفه مصفقا لرئيس المجلس بعد انتهائه من كلمته في جلسة 26 أكتوبر الماضي، أشاد آخرون بما سموها "هيبة العازمي"، وقال مغرد:
rsme_002@
"الجلسة اللي طافت هوشة والجلسة هذي ينزل من كرسيه عشان يضحك مع حمدان.. والله هيبه يابو عبدالله كفو تردف كفو".
وكتب آخر:
_alotaibi2x@
"أبي أشوف اللي صارلهم شهر يبكون عشان تصفيق عبيد".

استجواب أم غزوة؟
وفي تقدير كثير من المغردين، فإن استجواب العازمي للجابر، لم يخل من خلفيات سياسية لحشر الوزير في الزاوية والدفع باتجاه إقالته، وعاب كثيرون على الوزير تراجعه ـ قبيل صعوده المنصة ـ عن قرار إشراك المرأة في الجيش وربط المسألة بإصدار "فتوى شرعية"، مشددين على أن تراجعه عن موقفه، يعود إلى ضغوط شديدة يتعرض لها من قبل الإسلاميين الذين يملكون نفوذا واسعا تعجز الحكومة عن تحديه.
ورأى آخرون أن الاستجواب، بمحاوره الخمسة، ليس سوى مضيعة للوقت، وأن الأحرى الالتفات الى قضايا كثيرة تهم المواطن وتشغل باله، كالإسكان والتعليم والفساد والصحة.
ومن هؤلاء جمال الساير، الذي قال:
rayatalshaab1@
"استجواب تافه وغير مستحق، وتم التجنيد له كغزوة الخندق، إلى متى تشغلوننا بحروبكم الخاصة، وأين فزعتكم المضرية من قضايا الإصلاح والحريات والفساد".
وكتبت مغردة:
shmook_azii77@
"الهدف من الاستجواب هو إزاحة كل شيخ إصلاحي ورجل مقرب من الشعب ويتوسم فيه خير.. من المستفيد في سياسة حرق الأخيار من أبناء الأسرة الواحد تلو الآخر؟".

رسالة سلبية
ويرى نشطاء أن تراجع وزير الدفاع عن موقفه حيال انخراط المرأة في الجيش يرسل رسالة سلبية، معتبرين أن ربط مسألة تعني المؤسسة العسكرية بضرورة الحصول على "فتوى شرعية" يشكل خيبة أمل كبيرة لاسيما بالنسبة إلى المدافعين عن أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين.
وكتب مغرد:
DrAwadh@
"النساء بالجيش الكويتي من 2005 وقد يكون قبل ذلك. احترموا عقولنا".
وأضاف آخر:
Ya3qoob_Lairy@
"الذين وقعوا طرح الثقة مو مقتنعين فيه ولكن عناد واثبات تمسكهم حتى لو على الباطل، فملف اليوروفايتر في النيابة ونزاهة من ٢٠١٨ والعسكرية للنساء اختياري وليس إجباري".
واعتبر مغردون آخرون أن الشيخ حمد الجابر استعجل بصعوده المنصة، وحين صعد لم يجب على المحاور بالكفاءة اللازمة، وقال أحدهم:
NQdsgPzwU5UXFUC@
"صراحة، ردود الوزير ضعيفة، خاصة انه يقول لايعرف بعض محاور الاستجواب، المفروض يطلب تأجيله اسبوعين وهذا حق دستوري للوزير حتى يعرف المحاور جميعا واذاهي دستورية يصعد للمنصة واذا لا يطلب احالتها للجنة التشريعية او المحكمة الدستورية.. استعجل بقبول الاستجواب".
وشكك مغردون في "صدقية" مثل هذه الاستجوابات، ووصفوها بـ"المدبرة" والمسيئة لمجلس الأمة، لصرف نظر المجلس والحكومة معا، عن قضايا محورية، وكتب مغرد:
bo_abdullah_51@
"استجوابات فارغة هدفها الأساءة لمجلس الأمة وابعاده عن التشريع الحقيقي لبناء الوطن ومحاربة الفساد".
وأضاف آخر:
Mkiq1940@
"استجوابات معلبة، تشم منها رائحة تصفية حسابات، لاشغال الناس عما يجري من فساد".

تأنيث الجيش!
وكان "تجمع ثواب الأمة" السلفي شنّ هجوماً على وزير الدفاع، مشددا على ما سماها "محاذير شرعية واجتماعية تمنع إشراك المرأة في الجيش". واعتبر الأمين العام للتجمع النائب السابق محمد هايف أن دخول المرأة إلى معسكرات الجيش أمر دخيل على هوية الكويت الإسلامية وعادات وتقاليد شعبها، ونقل حساب التجمع على "تويتر" عنه دعوته النواب للتحرك:
kwt_m_h@
"على النواب التحرك ضد هذا الوزير وضد قراره الارتجالي وغير المنطقي"، متسائلا "كيف يتم زج بنات الكويت في المعسكرات؟".
وكان نواب إسلاميون حاليون وسابقون انضموا إلى الحملة ضد وزير الدفاع، بينهم النائب المثير للجدل وليد الطبطبائي الذي تساءل عما إذا "كان هناك نقص حقيقي في الذكور؟ حتى يتم إقحام بناتنا الغاليات في ميدان لا يتناسب معهن".
واضاف الطبطبائي في مقطع فيديو نشره على صفحته في "تويتر":
Altabtabie@
"قبل فترة دعت الحاجة إلى تأنيث تدريس المرحلة الابتدائية بسبب النقص في الكوادر الذكور والزيادة في الكوادر الإناث، وأيضاً لقدرة العنصر النسائي على التدريس في المرحلة الابتدائية أكثر من الذكور"، مضيفاً "اليوم في موضوع تأنيث الجيش، ما هي الحاجة؟ هل هناك نقص في الرجال وهل السيدات أكفأ في الحروب من الرجال؟".
وحذر مغردون من الإنصات لأصوات المتشددين، وقال أحدهم:
EngBee_@
"لو بتسمعون كلام المطاوعة چان الكويت ما تحررت من الغزو العراقي، لانهم أفتو ان دخول الاجنبي حرام".
ورغم حرص وزير الدفاع على تفنيد الاتهامات الموجهة له والرد على جميع الاستفسارات بشأن المحاور الخمسة، بيد أن ذلك لم يحل دون طلب سحب الثقة منه، وسط استبعاد أن يتمكن النواب من ذلك في جلسة التصويت المقررة يوم 26 الجاري، في ظل رجوح الكفة النيابية لصالح الحكومة.