مفاوضات جدة تتعثر والسعودية تطلق حملة شعبية لمساعدة الشعب السوداني

الرياض، الخرطوم، عواصم- وكالات: فيما يتواصل القتال في الخرطوم، أفاد ديبلوماسي سعودي بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في مدينة جدة لم تحرز تقدما كبيرا، مما يضعف الآمال في التوصل لوقف سريع للاقتتال.
وقال الديبلوماسي السعودي إن وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة، فكل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة، فيما لم يقدم المسؤولون السودانيون والسعوديون سوى معلومات قليلة بشأن جدول المحادثات أو مدتها.
من جانبها، أكدت الخارجية السعودية أن ممثلين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الذين بدؤوا محادثات تمهيدية في جدة يوم السبت الماضي، أعربوا عن تحملهم مسؤولية رفع المعاناة عن الشعب السوداني، مضيفة أن المحادثات تهدف لوضع جدول زمني لمفاوضات موسعة تتيح وقفا دائما للأعمال العدائية بالسودان، كما تهدف إلى تسهيل وصول مساعدات إنسانية طارئة إلى من يحتاجون إليها واستعادة الخدمات الأساسية. وفقا لبيان الخارجية السعودية، شرع الطرفان في مراجعة إعلان الالتزام بحماية المدنيين، وتيسير واحترام العمل الإنساني، مشيرا إلى ان المحادثات ستستمر خلال الأيام المقبلة على أمل الوصول إلى وقفٍ فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة لها.
في غضون ذلك، وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الحملة الشعبية عبر منصة "ساهم" لمساعدة الشعب السوداني، وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبد الله الربيعة، إن التوجيه يجسد الصفات النبيلة التي تتحلى بها القيادة السعودية المعطاءة، وشعبها الذي استجاب لدعوة قيادته.
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية، قائلا أثناء زيارته لدولة الكونغو الديمقراطية "إن القتال يجب أن يتوقف على الفور قبل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أهلية يمكن أن تدمر البلاد وتعطل المنطقة لسنوات قادمة"، مشددا على ضرورة عمل جميع الأطراف على نزع فتيل التوترات والجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف لإطلاق النار مستقر ودائم.
ميدانيا، تواصلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، حيث تواصل إطلاق نار مكثف ومستمر من الأسلحة الثقيلة والخفيفة في منطقة شمبات بالخرطوم بحري، كما سمع أصوات إطلاق نار في المدينة.
في الأثناء، أفادت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بدء الاشتباكات إلى 481، بينما تجاوز عدد الإصابات 2560.
وفي الأثناء، أستأنف مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في مدينة جدة السعودية مناقشاته مع المسؤولين السعوديين وممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الاتفاق على هدنة جديدة، وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة في الرياض إن غريفيث ركز في لقاءاته على بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان.
من جهتها، أكدت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) أنها تتابع من كثب محادثات وقف إطلاق النار بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت في جدة، وحثت الجانبين على اغتنام فرصة المحادثات وجهًا لوجه لإسكات صوت البنادق. ودعت المنظمة، الطرفين إلى الموافقة الفورية وغير المشروطة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.وأشارت إلى أن ذلك من شأنه السماح للسكان المدنيين والعائلات بالوصول إلى الحماية والممرات الآمنة للتنقل، وخدمات الرعاية الصحية، وتلبية احتياجاتهم الغذائية. في سياق متصل، ذكرت تقارير أن السعودية أجلت 31 سعوديا و1143 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة.