مقاطعة نيابية واسعة لجلسة "قرار الاتهام" في تفجير مرفأ بيروت

بيروت ـ "السياسة":

على وقع ازمة مازوت تتهدد بإيقاف عجلة العمل في لبنان بشكل عام، وعلى واقع مُقاطعة من كتل برلمانية وازنة لجسة اليوم، التي يتمسك بعقدها الرئيس نبيه بري، وعلى واقع الملف الحكومي الذي يواجه عراقيل جمة من قبل قصر بعبدا، وعلى واقع أزمات أخرى عدة، يمضي المشهد اللبناني الداخلي في أقصى حالات تخبطه وعلى غير هدى.
وفي السياق، احتلت ازمة شح المازوت صدارة الاهتمام الشعبي والرسمي أمس، باعتبارها تهديدا واضحا وصريحا، لعمل القطاعات كلها من المستشفيات الى الافران الى الادارات العامة وصولا بالمطاعم والفنادق مرورا بالتغذية بالتيار الكهربائي المفقودة في شكل شبه تام، حيث بدت لبلاد تقف على شفير ازمة هي الاخطر قد تفجر انفجارا اجتماعيا غير مسبوق.
وأمام ذلك، اضطر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لدعوة المجلس الاعلى للدفاع الى الانعقاد، في بعبدا لبحث الاوضاع الامنية والمعيشية في غياب رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، وهو الأمر الذي رأى فيه الرئيس فؤاد السنيورة، عدم دستورية، قائلا: "إن انعقاد المجلس الاعلى للدفاع في غياب رئيس الحكومة لا يجوز وغير دستوري".
وأشارت مصادر، الى أن "حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أبلغ المجلس الاعلى بأنه لم يعد قادرا على دعم شراء المحروقات".
وأكدت أن "الحل يكون باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من اجل شراء الفيول لأنها الحل الاوفر على المواطن حتى ولو تم رفع التعرفة عليه".
وكشف نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، ان "انقطاع المازوت عن المستشفيات، ضربة قاضية تُضاف الى أزمة الأدوية الكارثية"، مشيرا الى انه تبلّغ من نقيب مستوردي الادوية "أن ما من طلبيات جديدة لاستيراد الدواء، وكذلك المستلزمات الطبية".
بدوره، تخوّف نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم من "أزمة طوابير خبز"، مؤكداً "أن الأفران "لم تتبلّغ أي قرارات في خصوص تأمين المازوت وأن عدداً جديداً من الأفران أقفل أبوابه صباحاً".
وقال نائب رئيس نقابة اصحاب المطاعم والملاهي خالد نزهة: إن القدرة على الاستمرارية من المستحيلات ونعيش أياماً صعبة وتخطينا الخطوط الحمراء، مضيفا "سلامة الغذاء فوق كل اعتبار وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه فذاهبون الى الاقفال والى مصيبة كبيرة ونحن في مرحلة خطرة".
أما في اطار الغاز فقد أكد أمين سرّ نقابة موزعي الغاز جان حاتم، أن "لا أزمة غاز ولا ضرورة للهلع"، مشيرا إلى أن "باخرة غاز ستصل الى لبنان في 19 الجاري والحمولة على متنها نحو 9000 طن، وتكفي لعشرين يوماً، فضلا عن وجود احتياطي يكفي لعشرة أيام أيضاً".
برلمانيا، برزت مواقف الكتل النيابية الكبرى من جلسة اليوم التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاونيسكو للنظر في قرار الاتهام في تفجير المرفأ، حيث أعلنت عن مقاطعنها كل من كتلة الجمهورية القوية ولبنان القوي واللقاء الديموقراطي وضمانة الجبل، إضافة الى بعض النواب المستقلّين، ما جعل انعقادها في مهب الريح.
ومن جانبه، اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مقاطعة الجلسة، مشيرا إلى أن "هناك محاولة لعرقلة التحقيق"، لافتا إلى أن تلك الجلسة ليست للبت بطلب المحقق العدلي، بل للبت بعريضة غير قانونية وقعها بعض النواب لأخذ التحقيق الى مكان آخر".
وقال: "ما شفت أكثرية نيابية بتغشّ شعبها بهيدا الشكل... وإذا عقدت الجلسة فستكون عاراً".
وقال النائب جبران باسيل، عبر "تويتر"، أن "الجلسة غير شرعية، وجميع إجراءاتها غير قانونية".
وفي المقابل، وإزاء المواقف التي صدرت تجاه الجلسة، صرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأن: "من يتذرع بغير الشرعية وبعدم القانونية وهم ما هم من مهارة في هذه الميادين". واضاف، "انتم لا تدرون ماذا تفعلون".
وفي الشأن الحكومي، نفي نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، كل ما يشاع عن اجواء إيجابية لعملية التأليف، معتبرا أن الامور محكومة بالسلبية محذرا من الاسوأ.