تزايدت وتيرة اهتمامات المستثمرين برفع مراكزهم المالية بالأسهم العالمية وخاصة المدرجة بأسواق الشرق الأوسط خلال تداولات الشهر الجاري تزامنا مع الهدوء النسبي للتوترات الجيوسياسة الخاصة بالأزمة الأوكرانية أو التايوانية، إضافة لاستقرار أسعار النفط وظهور مؤشرات اقتصادية جيدة، وزيادة التوقعات بتراجع وتيرة نسب رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي ومن ثم بأغلب الدول العربية بعد أن تم رفعها للمرة الرابعة هذا العام بنهاية يوليو الماضي . وبحسب إحصائية أعدتها "معلومات مباشر"، فإن الارتفاعات سيطرت على أغلب بورصات العالم والمنطقة منذ بداية تعاملات شهر أغسطس الجاري حتى تاريخ 17 من الشهر ذاته.وارتفع مؤشر الداو جونز الأمريكي 9.9 % وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12.4%، وناسداك الأمريكي 15.34% وداكس الألماني 6% وفوتسي البريطاني 4% وكاك الفرنسي 7.6% ونيكاي الياباني 9.09% وشنغهاي الصيني 0.44%.وعربيا، ارتفع المؤشر العام للسوق السعودي "تاسي" قرابة 4%، وارتفع مؤشر سوق أبوظبي 6%، وارتفعت بورصة قطر 4.63%، وقفزت بورصة مصر قرابة 5%، وصعدت بورصة مسقط قرابة 3% وزاد سوق دبي 2.3%. فيما غلبت عمليات جني الأرباح على الكويت والبحرين حيث تراجعت الأولى 0.87% والثانية بنسبة 0.35%.وقال المستشار الاقتصادي، إبراهيم الفيلكاوي إن تلك الحمى من الارتفاعات التي سيطرت على متداولي أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية انتقلت بقوة لبورصات الشرق الأوسط ومصر خصوصا خلال تعاملات الشهر الجاري لعدة أسباب أبرزها الاشارات بتباطؤ معدل رفع أسعار الفائدة، ونتائج الأعمال القوية، وعدم التصعيد العسكري في تايوان إلى الآن، والأسعار المتدنية للشركات القوية ماليا وخصوصا ببورصة مصر التي جذبت راغبي الثراء السريع والذين يرغبون في تحقيق مكاسب خيالية وسط توقعات بتخفيض قيمة العملة المحلية وهو ما يعود على أداء الأسهم إيجابيا.
وأوضح أن عمليات الاستحواذ التي تشهدها المنطقة أعطت إشارة إيجابية لمؤشرات الأسواق للعودة لمرحلة الصعود واستهداف مستويات أعلى في ظل زيادة السيولة من قبل المحافظ الكبرى وإعطاء مكاسب لمستثمري الأسهم.ويقول الخبير المالي، طاهر مرسي، إن بيانات التضخم الأمريكي الإيجابية الأخيرة والتي رفعت توقعات تراجع معدلات رفع الفائدة أعطت دافعا مهما ورافعة قوية للأسواق، والأدوات الاستثمارية عالية المخاطر وعلى رأسها المضاربة على أسهم الصغيرة أو ما تسمى بأسهم "الميم" والتي اكتسبت شهرة وبريقا خلال أزمة جائحة كورونا، حيث أعطت حينها مستتمريها أرباحاً خيالية في مدة قياسية، مقارنة بغيرها من الأصول الشهيرة.وفي السوق الأميركي خلال الفترة الأخيرة حققت أسهم مثل بي بي بي واي، وجيم ستوب و إيه إم سي تحركات صعودة وصلت إلى ما يزيد على 75%.ورجح طاهر مرسي أن تظل تلك الأسهم ذات جاذبية، لما لها من شعبية لدى مجموعات المتداولين التي أصبحت تستطيع التركيز على سهم أو مجموعة أسهم من تلك النوعية، البعيدة عن اهتمام الصناديق، وكبار المستثمرين، مما يمكنهم من دفعها بالاتجاه المتفق عليه وتحقيق بعض الأرباح.