طلال السعيدفي كلِّ دول العالم، وليس في الكويت فقط، تُصرف مكافآتٌ لمُوظفي الجمارك على كلِّ ضبطية جمركية، بل في بعض الدول حددت النسبة بقانون ينصُّ على صرف عشرة في المئة من قيمة الضبطية، تعطى حلالاً زلالاً للمفتش الجمركي الذي يضبط المهربين.وللعلم فإنَّ المُهرِّب مستعدٌّ ان يدفع عشرين ضعف ما تدفعه الدولة، او حتى ثلاثين في المئة، لمن يخرج البضاعة من دون تفتيش، لذلك لا بد من تحصين المفتش الجمركي من خلال منحه المكافآت التي عادة ما تصرف مع الراتب، وينتظرها مفتشو الجمارك بفارغ الصبر، بل إن أكثر الشباب يقبل على هذه الوظيفة نظراً لما فيها من مكافآت، لكن حين يأتي الإحباط لموظفي الجمارك من أعلى مستوى، أو من المسؤول الأول عن الجمارك، بينما هو يقبض راتبه، بالإضافة إلى البدلات ومكافآت على كل لجنة وكل مؤتمر يحضره، ثم يتحدث عن حب الوطن والتفاني من أجله!
نعم، الكويت تستحق، وحب الوطن يفرض علينا ان نقدم لوطننا كل ما نملك من دون منَّة، لكن حين تبلغ الضبطيّة ملايين الدنانير ويحرم الضابط الجمركي من المكافأة ففي ذلك ظلم واضح، وفيه إجحاف بحق من يعمل حين يتساوى مع الذي لا يعمل!وزير داخليتنا جانبه الصواب، فمن أهم ميزات القائد معرفة الرجال وإنزالهم منازلهم، وإعطاء كل ذي حق حقه، فهؤلاء هم حماة الثغور، وحراس أمن الكويت، والعين الساهرة من أجل حماية الكويت وأهلها من كل خطر، والواجب تحصينهم ضد كلِّ ما تُسوِّل به النفوس، والمعروف أن المهربين أكثر كرماً من الحكومة ما لم تلتفت هي إلى موظفيها... زين.
[email protected]