الأربعاء 09 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

مكافحة الفساد!

Time
الأربعاء 26 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

إذا كانت الإحالات إلى النيابة التي تحصل حاليا في الداخلية صحيحة كما نشر عنها، والهدف منها الصالح العام، أو من أجل مكافحة فعلية للممارسات الخاطئة، أو من أجل محاربة جادة للفساد، فكلنا معهم، ونشد على أيديهم، لكن إذا كان هناك في الموضوع تصفية حسابات، فهنا يجب أن نتوقف ونفكر بالأمر ألف مرة ومرة قبل أن نصفق للإحالة ونفرح بها!
إذ ليس كل من يحال للنيابة مذنب أو التهمة ثابتة عليه، حتى لو أوقف على ذمة القضية أو أفرج عنه بكفالة مالية، فكثير من الحالات صدرت ضدها أحكام في محاكم الدرجة الأولى وتمت التبرئة بالاستئناف أو في التمييز، فلكل قضية ظروفها والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهذا يعني صدور الحكم النهائي.
لكن غالبا لا أحد يلتفت للحكم النهائي، وقد يشار إليه بسطر واحد، بينما خبر إلقاء القبض، او استدعاء النيابة للمتهم كان يتصدر الصفحات الأولى في الصحف، ويشغل وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا حين تكون هناك مواقف سابقة او انتقام شخصي او حساب قديم تتم تصفيته، والنَّاس في الغالب لا تنتظر صدور الحكم النهائي، بل تصدر حكمها قبل المحكمة، وتدين من يستحق ومن لايستحق، والهدف في وزارة الداخلية ليس الأسماء التي استدعيت للنيابة، بل الهدف أصحاب المواقف الصلبة في قضايا مهمة جداً أوقفت كلاً عند حده في وقت عصيب مر على البلاد، كادت فيه تضيع!
لا تجد مواطناً كويتياً واحداً يخاف الله في وطنه مع استباحة حرمة المال العام، أو تعدى عليه بأي شكل من الأشكال، وكلنا مع الإجراءات المشددة تجاه الفساد والمفسدين، لكن من الصعب أيضا أن نصدر حكم إدانة قبل صدور الحكم النهائي، أما إبداء الشماتة والانتقام بسبب مواقف سابقة فإنه معول هدم لا ينفع ولا يشفع، وما يلبث أن ينقلب الأمر إلى الضد فما أساسه باطل هو باطل!
الكويت بلد خير اللهم احفظها من كل شرومكروه...آمين.
آخر الأخبار