مكافحة الفساد!

طلال السعيد

جيد جدا أن يبدأ سمو رئيس مجلس الوزراء الجديد عهده بمكافحة الفساد، والطلب من كل مواطن لديه دليل على شبهة فساد، او تجاوزات في الجهاز الحكومي، ان يتقدم بما لديه من ادلة الى هيئة مكافحة الفساد، وفي ذلك حض لكل مواطن لكي يشارك في مكافحة الفساد الذي وصل الى حد لم يعد يطاق، بل ويشكل خطرا محدق على البلاد والعباد.
كم كنت أتمنى لو انني حضرت لقاء سمو الرئيس مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، لكي اطرح على سموه سؤالا مهما يدور في خلد كل مواطن كويتي، وتتحدث به كل دواوين الكويت تقريبًا، ولكن بصوت خافت لا يكاد يسمع وهو: انتم تطلبون من المواطن العادي ان يبلغ عن اي شبهة فساد، وهذا امر جيد، لكن نحن نعرف نائبًا اول لرئيس مجلس الوزراء احال شبهة فساد الى النيابة مدعمة بالأدلة والبراهين، ونتائج لجان تحقيق شكلت من ثقات مهمين فتم إعفاؤه من منصبه، فكيف بالمواطن العادي الذي لاحول له ولا طول وكيف سيكون مصيره؟
هذا ما تتحدث به دواوين الكويت، وهذا ما يجب ان يسمعه سمو الرئيس المكلف من المخلصين من ابناء الكويت، فقد اصبح صعبا جدا على اي مواطن ان يتقدم لهيئة مكافحة الفساد، او النيابة العامة، حتى لو كانت لديه ادلة دامغة خوفا من عواقب الأمور، واقلها الإعفاء، فالمواطن العادي، ليس لديه ما يستند اليه، ويخاف على مستقبل أولاده خوفا شديدا، فهل بعد ذلك حديث عن تعاون المواطن مع المسؤول لكشف الفساد؟
كل ما نتمناه من سمو الرئيس المكلف ان يفكر في هذا السؤال المطروح، ويبحث لنا عن اجابة مقنعة تدفعنا لكي نتعاون من اجل محاربة الفساد...زين.