المحلية
مكبرات الصوت في "التراويح"... تعكر صفو رمضان
الثلاثاء 05 أبريل 2022
5
السياسة
تحقيق ـ ناجح بلال:رغم انتظار المسلمين أحد عشر شهرا، لحلول الشهر الكريم اشتياقا للجو الإيماني الجميل الذي يبعث على الطمأنينة والسكينة على قلوبهم، فإن بعض أئمة المساجد يصرون على تعكير أجواء الصفاء هذه، عبر فتح مكبرات الصوت، أثناء أداء صلاة التراويح، حتى أصبح تجاوز منع مكبرات الصوت في شعائر صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك أزمة متكررة.وفي هذا الإطار، يؤكد مواطنون في مناطق مختلفة من البلاد، أن مكبرات الصوت أصبحت تعكر أجواء الشهر الفضيل، مشيرين إلى فتاوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمنعها في قراءة القرآن خلال الصلاة.وقالوا، إن بعض المساجد تضرب عرض الحائط بتلك الفتاوى وتصر على استخدام مكبرات الصوت الخارجية التي أضحت واحدة من أهم مصادر الضجيج.بداية، يقول المواطن علي السند إن صلاة التراويح من طقوس شهر رمضان المبارك ومعظم المسلمين يحرصون عليها سواء من المواطنين أوالوافدين لكن المشكلة التي يجب أن تتوقف فورا تشغيل مكبرات الصوت خلال الصلاة الجهرية حتى في صلاة التراويح، لافتا إلى أن معظم المساجد تستخدم السماعات الداخلية فقط ولكن هناك إصرار من بعض المساجد لتشغيل الميكرفونات الخارجية وهذا الأمر بحد ذاته يسبب الإزعاج لجيران تلك المساجد.من جهته، قال حماد حسني الذي يسكن في منطقة حولي إن مكبرات الصوت تزدحم بأصوات أئمة المساجد أثناء قراءة القرآن خلال ركعات صلوات التراويح لوجود أكثر من مسجد بالقرب من بيته، مبينا أن جميعها تشغل مكبرات الصوت أثناء الصلاة ما يسبب إزعاجا للسكان خاصة للمرضى وكبار السن وتمنعهم من النوم.أضاف أن "مكبرات الصوت هذه تؤثر سلبا على الطلبة خلال المذاكرة"، لافتا إلى أن "جيرانه قاموا العام الماضي بتحرير شكاوى لوزارة الأوقاف ولكن لم يهتم احد بها".تزاحم الأصواتبدوره، المواطن حمد الظفيري، أكد أن معظم المواطنين يعانون من تزاحم أصوات مكبرات صوت المساجد، موضحا أن أعدادا كبيرة من المصلين (مواطنين ووافدين) يصطفون داخل المسجد المجاور لمنزله وخارجه يصطف فيه نظرا لصوت الإمام"، موضحا أن "هذا الأمر يسبب ربكة مرورية حادة خلال وقت صلاة التروايح خاصة وأن معظم سيارت المصلين تقف في الممنوع وهذا الأمر يؤدي لإزعاج هائل للمواطنين القاطنين جوار هذا المسجد".أشار الظفيري إلى أن قرارات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تمنع مكبرات الصوت تبدو وكأنها حبر على ورق حيث ارسل عدد من المواطنين الكثير من الشكاوى لوقف مكبرات صوت المسجد ولكن لاحياة لمن تنادي، مستغربا من إصرار الكثير من المواطنين والوافدين على تأدية صلاة التراويح في مسجد بعينه ما يؤدي لقلة أعداد المصلين في المساجد الأخرى. وأفاد بأن مكبرات صوت المساجد وقت التراويح تسبب الأرق لمن أراد النوم خاصة وأن هناك فئة من البشر ينتابها حالة من النوم بعد تناول وجبة الإفطار بساعة تقريبا.من ناحيته، أعرب المواطن بو يوسف عن استغرابه لفئة من أئمة المساجد الذين يهجرون مادرسوه في الكليات الشرعية ويصممون على اذاعة صلاة التراويح على الهواء بمكبرات الصوت خارج المسجد مما يسبب الإزعاج للناس وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى في كتابه العزيز و"لا تجهر بصلاتك"، مؤكدا ان مكبرات الصوت تسبب حالة من عدم التركيز في الصلاة لمن هم داخل المسجد فما البال لمن يسكنون بجوار المساجد.أضاف أن "هؤلاء الأئمة إذا لفت أحد انظارهم لعدم استخدام مكبرات الصوت يظنون فيه الظنون وينظرون له على أنه من العلمانيين رغم إدراكهم أن مكبرات الصوت تسبب الازعاج"، مشيرا إلى أن "هناك أئمة يفضلون استعراض صوتهم أثناء قراءة القرآن في الركعات، فضلا عن أن بعضهم يطيل في القراءة دون مبرر".بدعةمن جانبه، قال الداعية الإسلامي صالح الغانم "لايجوز استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح حتى لايتم إزعاج جيران المساجد خاصة وأن وزارة الأوقاف تمنع هذا الأمر ولكن هناك بعض أئمة المساجد بكل أسف يضربون بقوانين الوزارة عرض الحائط" أضاف: "هناك أناس يتأذون فعلا من صوت الميكرفونات" لافتا إلى أن "الأصل أن يصلي الإنسان صلاة التراويح في بيته حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أفضليّة صلاة الفرض في المسجد: (إنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ).وذكر الغانم أنه "يتأذى شخصيا من مكبرات الصوت الصادرة من مسجد مريم الغيث جوار منزله في النزهة أثناء صلاة التراويح، مشيرا إلى أن صوت الميكرفون ليس من السنة بل يجوز فقط في الأذان. وبين الغانم أن "من يتعمد استخدام مكبرات الصوت في المساجد في شهر رمضان فهو ينفر الناس من القرآن خاصة وأن هناك أصواتا تقرأ القرآن بصورة مزعجة، واصفا "استخدام الميكرفون بأنه "بدعة" ما أنزل الله بها من سلطان.الأوقاف: المقصود بالقراءة الجهرية إسماع المأمومين فقط جاء في ردود فتاوى هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رقم 19/2001 وفتوى 28/97 وفتوى 35/2001 حول تكبيرات الصوت في المساجد بأنه لايجوز فتح مكبرات الصوت الخارجية عند قراءة القرآن في الصلاة لأن المقصود بالقراءة الجهرية هو إسماع المأمومين فقط دون غيرهم ولما يترتب على ذلك من تداخل في الأصوات مفيدة بأنه يمنع فتحها إلا بقدر ماتدعو إليه الحاجة.العثيمين: الأمر يقتضي المنع لأنه يؤذي عموم الناس في سؤال وجه للداعية الإسلامي العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم الصلاة الجهرية باستخدام مكبرات الصوت، قال: "أرى أن استعمال مكبر الصوت أثناء الصلاة إذا كان فيه تشويش على أهل البيوت أو المساجد التي حوله فإنه منهي عنه، لما فيه من أذية المسلمين والتشويش عليهم في صلواتهم".