الأخيرة
مكتب المجلس
الاثنين 24 أكتوبر 2022
5
السياسة
طلال السعيديا مال الجنة الباردة يا بوفهد، كم كنت عظيما وانت بيننا، وعرفنا عظمتك بعد ان فارقتنا. لقد كان الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، يقف بقوة ضد نقل جلسات المجلس على الهواء مباشرة، لأنه، وباختصار شديد، كان يعلم علم اليقين. ان نقل الجلسات سوف يكون على حساب المصلحة العامة، وسيكون كذلك سببا للتكسب الشعبي الرخيص، الذي سوف يطغى على الاداء البرلماني، وان الجلسات سوف تتحول الى استعراض للقدرات الكلامية والتهويل، ومداعبة الجماهير، وذلك نظرا الى خبرته الطويلة في المجال السياسي، وحسه الاعلامي، فهو يعرف ويري ان الاداء في الجلسات السرية يختلف عن الاداء في الجلسات العلنية، ففي السرية يهدأ الجميع، ويصبح النقاش علميا، وفي صلب الموضوع، بعيدا عن التصنع ودغدغة المشاعر، والتكسب الرخيص. وما ينطبق على الجلسات العلنية ينطبق على الجلسات المنقولة تلفزيونيا، وهذا ما جعل الشيخ سعد، رحمه الله، يعترض على النقل التلفزيوني، ثم يقبل بعد إلحاح وزير الاعلام بذلك الوقت، الشيخ سعود الصباح، رحمه الله، على بث الجلسات بعد مراقبتها. نقول هذا الكلام بعد اجتماع مكتب مجلسنا الجديد، مجلس تعديل المسار، الذي حين اجتمع كان الأعضاء متحمسين جدا لالغاء قناة المجلس، وفجأة قرروا الابقاء عليها، والاحتفاظ بها، ولكن ضمن بعض الشروط حفاظا على وعدهم للناس بالغاء القناة، لكي لاينفرط الاجتماع من دون قرار الغاء، الذي اجتمع المكتب من اجله، لذلك بدلا من الغاء قناة المجلس الغي شعار المجلس الجديد، وأعيد الشعار القديم!المعنى ان مكتب المجلس يريد ان يلغي شيئا من بقايا الرئاسة السابقة، فلم يجد غير الشعار الجديد، بعد ان اكتشف ان قناة المجلس مهمة جدا، فهي سلاح اعلامي لا يمكن التفريط فيه، واذا احسن استخدامه سوف يجلد به العهد السابق، ويلمع العهد الحالي، فمن يفرط في وزارة اعلام، لذلك نرى ان الرئاستين تتفقان على هدف واحد، لذلك قرر الابقاء على قناة المجلس! كان المجلس القديم، والجديد أيضا، يعيب على الوزارات ان عملها غير مؤسسي، وأنها مرتبطة بشخص الوزير، فمتى ما تغير الوزير تغير العمل في الوزارة، وليس هناك وزير يكمل ما فعله الوزير الذي قبله، اذ لا بد من نسف الانجازات السابقة، والبدء من جديد.وهكذا يضيع الوقت بين الغاء قرارات سابقة واصدار قرارات جديدة، وتختفي الانجازات، فما ان يستقر الامر لهذا الوزير او ذاك حتى يتغير مرة ثانية، وندخل في القصة نفسها بأبطال جدد!المفاجأة ليست بالوزارات، المفاجأة بمكتب المجلس الذي اصبح يسير على الطريق نفسه، وهذا واضح من اول اجتماع للمكتب، فلا تعيبوا على الوزراء ما تفعلوه انتم يا ممثلي الامة، فمهما بلغ الخلاف وتباين وجهات النظر بين الرئيسين، السابق والحالي، الا أن العمل المؤسسي يتطلب الاستمرار، وليس الالغاء من اجل الإلغاء، وفي اجتماعات مكتب المجلس المقبلة سوف نرى أكثر وأكثر... زين.