عواصم - وكالات: أشعل ملالي إيران "فتيل النووي" في أنفسهم، بإعلان طهران التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها، بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم العام 2015. ففي أول رد فعل من البيت الأبيض في واشنطن على القرار الإيراني "بخفض الالتزامات النووية"، قال مسؤول رفيع أمس، "سنحاسب أي طرف يخرق العقوبات الأميركية على إيران"، واصفا القرار بأنه "ابتزاز نووي لأوروبا". من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إن واشنطن تسعى للتصدي للتهديدات الإيرانية، مضيفا خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني في لندن، "لا يمكن لإيران أن تشن عمليات اغتيال في أوروبا"، مؤكدا "نريد التصدي لنموذج حزب الله الذي ترعاه إيران في المنطقة"، لافتا إلى أن واشنطن تراقب النشاط الإيراني، وشركاؤها سيحرصون على عدم تصنيع إيران السلاح النووي.وكشف عن أنه بحث في بغداد، خلال زيارتها أمس وأول من أمس، أمر المقاتلين الأجانب والتهديدات الإرهابية الأخرى، وقال "بحثنا مع الدول الأوروبية استثناء المواد الإنسانية من العقوبات المفروضة على إيران".من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن انهيار الاتفاق النووي أمر خطير على بلاده والعالم، موضحا في كلمة بثها التلفزيون الإيراني، أن بلاده أمهلت الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي ستين يوما لتنفيذ تعهداتها، مشيرا إلى أن طهران لم تخرج من الاتفاق النووي لكنها تعلن عن خفض بعض التعهدات بناء على بنود الاتفاق، وتابع إن إيران اتخذت اليوم خطوتين، هما وقف بيع اليورانيوم المخصب الفائض ووقف بيع الماء الثقيل، مضيفا أن إيران ستخفض بعد شهرين المزيد من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن طهران لن تبدأ حربا ولكنها لن تستسلم.وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن بلاده لن تنسحب من الاتفاق النووي وإنما ستتوقف عن تنفيذ بعض بنوده، موضحا أن الاتفاق النووي يكفل لبلاده خفض التزاماتها جزئيا أو كليا إذا لم توف الدول الأعضاء بالتزاماتها، ومضيفا بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أن ايران تفي باخلاص بالتزاماتها.بدورها، حذرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية من سمّتهم الأعداء من مغبة أي تحركات عدائية محتملة، مشددة على أنها ستواجه برد مؤلم يبعث على الندم، ومؤكدة دعمها قرار خفض الالتزامات بالاتفاق النووي.
من جهته، زعم قائد القوة البرية للجيش الإيراني كيومرث حيدري، إن بلاده تمتلك أحد أقوى جيوش العالم من حيث الكوادر القتالية والمعدات، وهو جاهز للتصدي لأي تهديد.من ناحيته، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان، أن طهران ستلغي التزاماتها بشأن ذخائر كميات اليورانيوم والمياه الثقيلة المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وتمنح أطراف الاتفاق النووي مهلة أقصاها 60 يوما لتنفيذ التزاماتها بشأن النفط والتعاملات المصرفية، حتى يمكن لإيران أن تعود وتطبق التزاماتها الملغاة في حال تأمين مطالبها من الاتفاق النووي، داعيا بقية أعضاء الاتفاق النووي لإثبات حسن نواياهم.وأضاف انه "في حال لم تنفذ أطراف الاتفاق تعهداتها المصرفية والنفطية فسوف تلغي طهران التزاماتها المتعلقة بمستوى تخصيب اليورانيوم والإجراءات المتعلقة بتطوير مفاعل أراك للماء الثقيل، كما ستلغي التزاماتها مرحلة بمرحلة"، محذرا "الدول الكبرى من ردود أفعال إيرانية حاسمة في حال إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي أو فرض عقوبات جديدة".وتوالت ردود الأفعال الدولية بعد ساعات من تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني، باستئناف تخصيب اليورانيوم، حيث قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إن الشعب الإيراني لن يرضى بإنفاق الأموال على البرنامج النووي في ظل معاناة الاقتصاد، مؤكدا أنه إذا خرقت إيران الاتفاق النووي فسيكون هناك تداعيات.بدورها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن بلادها تريد الإبقاء على الاتفاق النووي، وحذرت إيران من عدم احترام التزاماتها، قائلة: إن ذلك قد يجعل مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات مطروحة، أما بكين، فقالت إن "الاتفاق النووي مع إيران يجب تنفيذه بالكامل".