بغداد، عواصم - وكالات: أحيا الملايين الشيعة في العراق أمس، ذكرى مقتل الحسين في واقعة الطف قبل نحو 1400عام في مدينة كربلاء.وأقام العراقيون مراسم العزاء في جميع الأماكن المقدسة والجوامع والحسينيات، وبلغت ذروة إحياء المناسبة عند ضريح الحسين في مدينة كربلاء، وهم يستذكرون حادثة الطف الأليمة ويستمعون إلى قصة الواقعة بمزيد من الدموع والضرب على الوجوه والأجساد كتعبير عن الحزن والأسي.ووصل الآلاف من الكويت والبحرين والسعودية وإيران وباكستان ولبنان والهند للمشاركة في إحياء مراسم عاشوراء، كما شهدت مناطق العزاء منذ ساعات الصباح الأولى قيام مجاميع كبيرة بتطبيق شعيرة "التطبير"، وهي ضرب مقدمة الرأس بآله جارحة حتى تسيل الدماء على الوجوه.وبثت وسائل إعلام ومحطات فضائية وإذاعية قصة واقعة الطف، وأحيا أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناسبة داخل مبنى البرلمان العراقي ومحيطه الخارجي بمشاركة الآلاف في مشهد غير مسبوق، وأقام الزعيم الشيعي عمار الحكيم مجلس عزاء بحضور حشد كبير من أنصاره، كما أقام العراقيون مجالس للعزاء في الشوارع حيث نصبت السرادق ورفعت الاعلام الملونة التي ترمز لثورة الإمام الحسين ضد الظلم، فيما حرص آخرون على إقامة المجالس في المنازل، كما حرص العراقيون على تقديم وجبات طعام توزع على المنازل والمشاركين في مراسم العزاء.وخرج العراقيون في مسيرات جماهيرية في مناطق متفرقة من البلاد، لاستذكار واقعة الطف حاملين أعلام العراق وأعلاما ملونة للتعبير عن تمسكهم بمبادئ ثورة الإمام الحسين ضد الظلم ونصرة الحق، ونشرت السلطات العراقية الآلاف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب والشغب والأجهزة الاستخبارية لتأمين الحماية للمواكب الحسينية ومجالس العزاء، فضلا عن تحليق مروحيات للجيش العراقي وإجراء حملات تفتيش دقيقة لكل المشاركين وتأمين طرق خاصة للوصول إلى أماكن العزاء. من جانبها، أحبطت قوات عراقية محاولة انتحاري يرتدي حزاما ناسفا استهداف المواكب الحسينية والمقرات العسكرية خلال إحياء يوم عاشوراء شمال شرق محافظة ديالى، حيث ذكرت خلية الإعلام الأمني أن قوات مشتركة من الجيش ولواء أئمة البقيع في حشد وزارة الدفاع، تمكنت من إحباط محاولة انتحاري يرتدي حزاما ناسفا يحاول تفجير نفسه على المواكب الحسينية والمقرات العسكرية في تقاطع مياح شرق قضاء المقدادية، موضحة أن القوات حاصرت الانتحاري مما دفعه لتفجير نفسه دون وقع إصابات في صفوف القوات العسكرية.في غضون ذلك، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أنه لا حل للبرلمان العراقي ولا تغيير للنظام السياسي في البلاد ولا انتخابات مبكرة، إلا بعودة البرلمان إلى الانعقاد، قائلا إن البرلمان من يناقش المطالب وما يقرره نمضي به، مضيفا أن العراق بلد مكونات وبالتالي لايمكن أن تفرض عليه إرادة إلا بإرادة الشعب بالكامل، عبر مؤسساته الدستورية التي يمثلها البرلمان المنتخب.من جانبه، بحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي والسفير البريطاني في بغداد مارك براسيون ريتشاردسون، مبادرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لجمع الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار، والمستجدات السياسية والأمنية وتعزيز العلاقات بين بغداد والمملكة المتحدة، وكذلك مواصلة الحرب على الإرهاب لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

أحد مؤيدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يحمل صورته