الأخيرة
ملحمة الجابرية
الأحد 12 مارس 2023
5
السياسة
طلال السعيدلا أريد أن أخوض في تفاصيل اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية"، فأحداثها لا تزال تعيش بيننا، يرويها الكبار للصغار، حتى وان كان البعض منا قد نسيها او طوى صفحتها، لكنها بالحقيقة تشكل ملحمة وطنية فريدة، فقد تكاتف في وقتها الشعب الكويتي حول بعضه بعضا، والتف حول قيادته واستطاعت القيادة بتوفيق من الله عز وجل، وبدعم مطلق من الشعب الكويتي تخليص الطائرة من الاختطاف بأقل خسائر، رغم فقدنا لشهداء قتلوا ظلما وعدوانا من ركاب الطائرة. ولا يزال بعض الناجين من ركاب الطائرة على قيد الحياة، وهم يعتبرون شهود عيان على تلك الملحمة الوطنية التي بدأت محنة كبيرة وانتهت بفوز الكويت. ليس هذا مربط الفرس، لكن المسلسل الذي عرض في احدى المنصات الاعلامية عن "الجابرية" وازعل الكثيرين، واوجع الكويت كلها حتى نجح "الكبار" بعد ان كلموا "الكبار" بايقاف هذا المسلسل، بعد ان عجزت وزارة الاعلام، بعدتها وعتادها وتاريخها، عن التصدي لتلك المنصة. والسؤال الذي يجب ان يطرح هنا: لماذا لا تنتج وزارة الاعلام عملا متكاملا عن الطائرة الجابرية منذ اختطافها حتى تحريرها، مستعينة بالاحياء من ركاب تلك الطائرة، وبالمواد التسجيلية ان كانت لا تزال متوافرة لسحب البساط من تحت المتسلقين والمشوهين لتاريخ الكويت ورموزها، وسد الطريق امام منصات اخرى قد تفكر بانتاج مماثل يشوه صورة الكويت، او يخرج بصورة لا نرضى عنها؟ ما نعرفه ان لدينا من الامكانات، الفنية والمادية والبشرية ايضا، ما يمكننا من انتاج مثل هذا العمل الوطني الكبير، فماذا ننتظر، او اننا نغفل عن احداث مهمة مرت بتاريخنا كان لها وقعها حتى يتناوله الاخرون بصورة لا ترضينا ثم نزعل من تشويه الصورة؟ليست فقط ملحمة الجابرية الوطنية هي التي تستحق التخليد والاهتمام، بل هناك ملاحم كثيرة مثل ملحمة القرين الكبيرة، وغيرها التي عاشها وطننا، وعانى منها شعبنا تكاد تنسى من الاهمال.لعل الضجة التي اثيرت حول خطف الجابرية ضارة نافعة تجعل أولي الامر يلتفتون الى ناحية تاريخنا، ويهتمون بتخليده، او بالاصح تجعلهم يؤمنون بدور الاعلام في العالم المعاصر، فالمسألة لا تتوقف عند التفاهات التي نراها بعض الاحيان على شاشة "تلفزيون الكويت"، ونؤكد على ان مثل تلك الاعمال تحتاج الى قرار سياسي من اعلى جهة في البلاد... زين.