ملحمة عطا الكبرى!

طلال السعيد

مع احترامنا الشديد لكل وجهات النظر في موضوع دية خالد نقا التي تفاوتت بين مؤيد ومعارض ورأي ثالث محايد، إلا أن "عيال عطا" سجلوا ملحمة اجتماعية غير مسبوقة سيشهد لها التاريخ، فقد حققوا متضامنين رقماً قياسياً غير مسبوق في وقت قياسي، حيث استطاعوا جمع هذا المبلغ الكبير في يوم واحد تقريباً ضاربين أروع امثال التضامن الاجتماعي.
والمسألة هنا ليست ترفاً أو مالاً زائداً عن الحاجة تم التبرع به، بل هي إيثار، فهناك نساء باعت ما تملكه أو ما تدخره من ذهب، ورجال استدانوا من أجل التبرع، حتى اننا نكاد نقول ليس هناك عازمي أو عازمية لم يتبرع حسب إمكاناته، لكنه نال شرف المشاركة، مع العلم أن التبرع لم يكن قصرا على العوازم، بل تعداهم الى جميع شرائح المجتمع الكويتي الذين هبوا للمشاركة، حتى تجسدت على أرض الكويت الحبيبة ملحمة عطا الكبرى.
فرقم الدية كبير جدا، بل لم يكن مسبوقاً، والزمن الذي جمع فيه المبلغ لم يتجاوز ثلاثة ايّام حتى أعلن رسميا، وقف استقبال التبرعات بعد اكتمال المبلغ، وهذا ما لم يحصل بالسابق في أي دولة من دول الخليج أو حتى في الوطن العربي.
الموضوع المهم الذي يجب أن يعرفه الجميع أن هذه هي طبيعة الشعب الكويتي، فالشعب الذي وقف مع العوازم هو الشعب نفسه الذي وقف مع حكومته في محنة الغزو، وهو الشعب نفسه الذي يتواد ويتعاطف ويتراحم بالمحن وفي الإفراح والأتراح، فللشعب الكويتي خاصيته التي قد لاتتوافر في بقية المجتمعات.
المهم أن العوازم أو عيال عطا سجلوا في تاريخ الكويت بأحرف من نور هذه الملحمة الكبرى، ويسجل لهم أيضا أنهم كانوا نظاميين في اجتماعهم الكبير، حافظوا على الأمن وأنجزوا المهمة التي اجتمعوا من أجلها بترتيب ونظام، ومهما اختلفت وجهات النظر فإننا لانملك إلا أن نرفع لهم العقال تقديراً واحتراماً...زين.