ملعب الشعب

أحمد عبدالعالي بوعباس

ها قد عادت الكرة الى ملعب الشعب، مع صدور مرسوم الحل، فما هو المطلوب منا كشعب مسؤول عن اختياراته؟
في البداية يجب أن نقف وقفة إجلال واحترام لقرار القيادة السياسية في الاحتكام إلى وعي الشعب وتجديد العهد معه بالتزام النهج الديمقراطي، وهذا هو ديدنها منذ نشأة الديمقراطية الصادقة في دولة الكويت.
هذا النهج له دور رئيسي في نضج ووعي الناخب الكويتي من خلال المخرجات الانتخابية التي تحسنت بشكل واضح وجلي للجميع، وبدأ الشعب بمحاسبة المقصر بحقوقه ومكتسباته في السنوات الأخيرة.
ونعود لسؤالنا: ما هو المطلوب؟
الإجابة باختصار شديد، حسن الاختيار. وهنا نحن نقصد أننا مطالبون فقط في الإستمرار على أدائنا الانتخابي، وعلى الوتيرة نفسها، والحزم والأمانة مع النفس والصدق، ومخافة الله في هذا الوطن، وهذا ما عهدناه من أغلبية الناخبين الكويتيين. لكن لا ننسى أن هناك أقلية لا تزال في إطارها الفئوي والقبلي والطائفي، ولا تزال تفكر في مصالحها الشخصية على حساب الوطن، ولهذه الفئة نقول: كفاكم تدميرا لهذا الوطن، قد يظن أحدكم أن ما تفعلونه أمر بسيط، لكنه والله أمر عظيم. ليس بسيطا أن تفقد إنسانيتك وحريتك، وتعيش كما القطعان، وليس بسيطا أن تنزل راية وطنك من أجل رفع راية مصلحتك الشخصية، وليس بسيطا أن تختار الأفضل لأهلك والأسوأ لوطن تعيش فيه، أنت وأهلك. تذكر أنه بسببك صرنا في حالة تلوث بصري وسمعي بسبب أخبار الفساد، التي أنت المسؤول عنها بسبب سوء اختيارك. هذا الوطن في المقام الأول يحتاج الى مواطنين صالحين لكي يصلحوا ما تم إفساده. هذا الوطن بحاجة الى من يحبه ويخاف، ويغار عليه ليبقى.
وفي الختام تذكروا قول الله عز وجل "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد:11).
وقوله سبحانه تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"(الروم:41).

كاتب كويتي