الثلاثاء 01 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الرياضية

ملك البحرين: مستعدون للمساعدة في جهود وقف الحرب الأوكرانية

Time
السبت 05 نوفمبر 2022
View
5
السياسة
المنامة، عواصم - وكالات: أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى أن بلاده على أتم الاستعداد، للمساعدة في جهود وقف الحرب الروسية- الأوكرانية وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء.
وفي الحفل الختامي لملتقى البحرين للحوار في دورته الأولى، الذي أقيم تحت شعار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، بحضور بابا الفاتيكان البابا فرانسيس وشيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين أحمد الطيب، وولي العهد رئيس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد، قال الملك حمد بن عيسى "تحتم علينا الأوضاع الراهنة ونحن نعمل يدا بيد لتحقيق أمل المستقبل المزدهر، بأن نتوافق أولا على رأي واحد لوقف الحرب الروسية- الاوكرانية وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء"، مضيفا أن البحرين على أتم الاستعداد لتقديم ما يتطلبه هذا المسعى.
ورحب ببابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، قائلا إن أهداف الملتقى السامية تتفق مع ما تسعى له البحرين لخير البشرية ورفعتها، مؤكدا الحرص والاهتمام الكبير برعاية التجمع العالمي الهام، إيمانا بالدور المؤثر للقيادات الدينية وأصحاب الفكر وأهل الاختصاص في معالجة مختلف التحديات والأزمات.
وقال "تابعنا وبكل اهتمام مداولات الملتقى ونقاشاته، وننظر لمخرجاته وتوصياته القيمة بعين التفاؤل وبكثير من الأمل، كخير دليل لتقوية مسيرة الأخوة الإنسانية التي هي بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى، لإحياء سبل التقارب والتفاهم بين جميع أهل الأديان والمعتقدات، كمدخل لإحلال التوافق محل الخلاف وإرساء الوحدة محل الفرقة".
من جانبه، وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب الملتقى بأنه تاريخي، مشددا على أن ما يسمى "الحرب ضد الكفار ليست جزءا من الإسلام الذي يحترم حرية المعتقد والتعبير، حتى لو ادعى ذلك بعض أتباع نفس الدين".
ودعا علماء الأديان والمفكرين والإعلاميين إلى أن يبذلوا مزيدا من الجهد على تربية النشء وتثقيف الشباب بمشتركات الأديان، وتحويلها إلى برامج علمية وتربوية تعلم الشباب أن الحياة في فلسفة الأديان تتسع للمخالف في الدين والعرق واللون واللسان، وأن تنوع الثقافات يثري الحضارة الإنسانية ويبني السلام المفقود.
كما توجه بنداء إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم إلى المسارعة بعقد حوار إسلامي - إسلامي "جاد"، من أجل "إقرار الوحدة والتقارب والتعارف، ومن أجل الأخوة الدينية والإنسانية تنبذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص ويركز فيه على نقاط الاتفاق والتلاقي".
وضم صوته إلى "صوت محبي الخير ممن يدعون إلى السلام ووقف الحرب الروسية الأوكرانية وحقن دماء الأبرياء، ورفع راية السلام بدلا من راية الانتصار والجلوس إلى دائرة الحوار والمفاوضات"، كما دعا لوقف الاقتتال في شتى بقاع الأرض لإعادة بناء جسور الحوار والتفاهم والثقة، من أجل استعادة السلام في عالم مثخن بالجراح وحتى لا يكون البديل المزيد من معاناة الشعوب الفقيرة والمزيد من العواقب الوخيمة على الشرق والغرب معا.
بدوره، قال بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إنه "بعد حربين عالميتين مروعتين، وبعد حرب باردة ظل العالم فيها حابسا أنفاسه عشرات السنين وسط صراعات مدمرة في كل جزء من العالم وبين أصوات الاتهام والتهديد والإدانة، ما زلنا نجد أنفسنا على حافة الهاوية في توازن هش ولا نريد أن نغرق".
وأضاف "نحن أمام وضع تناقضات غريبة، فمن جهة غالبية سكان العالم يجدون أنفسهم موحدين بنفس الصعوبات ويعانون أزمات خطيرة في الغذاء والبيئة والوباء بالإضافة إلى العبث المتزايد بكوكبنا، ومن ناحية أخرى عدد قليل من أصحاب السلطان يتركزون في صراع حازم من أجل المصالح الخاصة، يحيون اللغات القديمة (لغات الحرب) ويعيدون رسم مناطق النفوذ والكتل المتعارضة".
وتابع أنه في بحر الصراعات العاصف نضع أمام أعيننا وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، مؤكدا الرغبة في تسوية الخلافات بين الشرق والغرب من أجل خير الجميع، وذلك "من دون أن نغفل الانتباه إلى فجوة أخرى آخذة في النمو بثبات وبصورة مأسوية وهي الفجوة بين الشمال والجنوب في العالم".
وشدد على أن ظهور الصراعات يجب ألا يجعلنا نغفل عن "المآسي الكامنة في الإنسانية مثل كارثة عدم المساواة، حيث يختبر معظم الناس الذين يسكنون الأرض ظلما غير مسبوق ومصيبة الجوع المخجلة وكارثة تغير المناخ نتيجة إهمال العناية بالبيت المشترك". على صعيد متصل، التقى البابا فرانسيس مع مجموعة من الشباب في إحدى المدارس، ودعا إلى التعاون بين الأديان من أجل تحقيق السلام وأدان انتهاكات حقوق الإنسان وظروف العمل غير العادلة في المنطقة وانتقد إثارة الحروب، قائلا إن البشرية "تلعب بالنار وبالصواريخ والقنابل وبالأسلحة التي تسبب الدموع والموت". وشدد البابا فرانسيس على أن الدين يجب أن يمنح الناس الدعم، وحض على تماسك الأديان وطالب بعدم الانجرار وراء أولئك الذين يروجون "للعنف والحرب وتجارة الأسلحة"، وصلى من أجل السلام في كاتدرائية سيدة العرب، وهي واحدة من أكبر الكنائس في المنطقة العربية.


العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى متوسطاً شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان (وكالات)


البابا فرانسيس يحيي الحضور لدى دخوله استاد البحرين على متن سيارته البابوية (وكالات)
آخر الأخبار