ملك المغرب: فاجعة الزلزال أظهرت انتصار قيم شعبنا الأصيلة

ترأس افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة

إرادة المملكة البناء والإعمار وتقديم المساعدة للأسر المنكوبة والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة

الرباط، عواصم - وكالات: أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن إرادة المملكة هي البناء وإعادة الإعمار في أعقاب الزلزال المفجع الذي ضرب البلاد وخلف آلاف الشهداء والجرحى، مشددا خلال ترؤسه، بحضور ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة للبرلمان، على ضرورة مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة، والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة وتوفير الخدمات الأساسية.
وأشار إلى أنه رغم هول الفاجعة، فإن ما يخفف من مشاعر الألم، ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني وعموم المغاربة داخل الوطن وخارجه، من مظاهر التكافل الصادق والتضامن التلقائي مع إخوانهم المنكوبين، مبرزا أن الفاجعة أظهرت "انتصار القيم المغربية الأصيلة، التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات، والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما على مواصلة مسارنا بكل ثقة وتفاؤل"، موضحا أن "تلك هي الروح والقيم النبيلة، التي تسري في عروقنا جميعا، والتي نعتبرها الركيزة الأساسية، لوحدة وتماسك المجتمع المغربي".
وأكد العاهل المغربي من جهة أخرى، حرصه على تحصين الأسرة بالمشاريع والإصلاحات الكبرى، ومن بينها "ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي نعتبره دعامة أساسية، لنموذجنا الاجتماعي والتنموي"، مشيرا إلى أنه سيتم الشروع في نهاية هذه السنة، في تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، والذي سيساهم في الرفع من المستوى المعيشي للعائلات المستهدفة، وفي محاربة الفقر والهشاشة، وتحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والبشرية.
وأكد أنه وجه الحكومة لتنزيل هذا البرنامج، وفق تصور شامل وفي إطار مبادئ القانون - الإطار المتعلق بالحماية الاجتماعية الذي صادق عليه البرلمان، مشددا على ضرورة أن يشكل البرنامج نموذجا ناجحا في تنزيله، على أساس نظام الاستهداف الخاص بالسجل الاجتماعي الموحد وأن يستفيد من الفعالية التي توفرها التكنولوجيات الحديثة.
كما أكد ضرورة احترام مبادئ التضامن والشفافية والإنصاف، ومنح الدعم لمن يستحقه، داعيا الحكوم، للعمل على إعطاء الأسبقية، لعقلنة ونجاعة برامج الدعم الاجتماعي الموجودة حاليا، وتأمين استدامة وسائل التمويل، وشدد على ضرورة اعتماد حكامة جيدة للمشروع في كل أبعاده، وأن يتم وضع آلية خاصة للتتبع والتقييم، بما يضمن له أسباب التطور والتقويم المستمر.
وبهذه المناسبة، استقبل الملك محمد السادس رئيس البنك الدولي أجاي بانغا والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، كما استقبل بحضور ولي العهد الأمير الحسن والأمير رشيد، رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي الذي قدم حصيلة أشغال مجلس النواب للسنة التشريعية 2022- 2023، رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة الذي قدم لجلالته "حصيلة أشغال مجلس المستشارين للسنة التشريعية 2022-2023"، كما استقبل الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس الذي قدم حصيلة عمل الحكومة في علاقتها مع البرلمان برسم السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، وترأس حفل استقبال على شرف البرلمانيين بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.