الأولى
/
الدولية
ملك المغرب يدعو للتعبئة واليقظة للدفاع عن وحدة الوطن وتعزيز تقدُّمه
الاثنين 07 نوفمبر 2022
5
السياسة
الرباط، عواصم - وكالات: أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الوفاء لروح المسيرة الخضراء ولقسمها الخالد، يتطلب مواصلة التعبئة واليقظة من أجل الدفاع عن وحدة الوطن، وتعزيز تقدمه وارتباطه بعمقه الإفريقي، مشددا في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، على أن تخليد الذكرى السابعة والأربعين يأتي في مرحلة حاسمة في مسار ترسيخ مغربية الصحراء.ووجه تحية إشادة وتقدير للقوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والإدارة الترابية والقوات المساعدة والوقاية المدنية، على تفانيهم في الدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره.وقال إذا كانت الملحمة الخالدة مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي نقودها، تهدف إلى تكريم المواطن المغربي، خاصة في هذه المناطق العزيزة علينا، ومن هنا، فإن توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والديبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة، وفي هذا الإطار، يندرج البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي تم توقيعه تحت رئاستنا، في العيون في نوفمبر 2015، والداخلة في فبراير 2016.وأوضح أن الأمر يتعلق ببرنامج تنموي مندمج، بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، ويهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية، وهو برنامج طموح، يستجيب لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية؛ وتتحمل السلطات المحلية والمنتخبة، مسؤولية الإشراف على تنزيل مشاريعه.واليوم، وبعد مرور نحو سبع سنوات على إطلاقه، فإننا نثمن النتائج الإيجابية، التي تم تحقيقها، حيث بلغت نسبة الالتزام نحو 80 في المئة، من مجموع الغلاف المالي المخصص، وتم إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال، كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة، وسيتم الشروع قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة - الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية. وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة، وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة، وتعرف معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، نسبة إنجاز متقدمة، وشهد المجال الاجتماعي والثقافي، عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.ودعا القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، كما دعا لفتح آفاق جديدة، أمام الدينامية التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة والاقتصاد الأزرق والطاقات المتجددة.وأكد أن الصحراء المغربية شكلت عبر التاريخ صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الإفريقي، مشددا على السعي من خلال العمل التنموي لترسيخ الدور التاريخي وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل، وهو توجه ينسجم مع طبيعة العلاقات المتميزة، التي تجمع المغرب، بدول قارتنا الإفريقية، والتي نحرص على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا الشقيقة.وأكد العاهل المغربي أن مشروع انبوب الغاز نيجيريا - المغرب، ستراتيجي للاندماج الاقتصادي الافريقي لفائدة منطقة غرب افريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها نحو 440 مليون نسمة.واوضح ان المشروع يوفر فرصا وضمانات في مجال الأمن الطاقي والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، للدول الخمسة عشر للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا إضافة الى موريتانيا والمغرب، مشيرا الى التزام الدول المعنية بالمساهمة في انجازه والعمل على انجاحه.واضاف انه المشروع يهدف الى السلام والاندماج الاقتصادي الافريقي والتنمية المشتركة، فضلا على ان البعد الافريقي للمشروع يجعل منه مهيكلا يربط افريقيا واوربا، مشيدا بدعم المؤسسات المالية الإقليمية والدولية التي عبرت عن رغبتها في المساهمة الفعلية في إنجاز المشروع الحيوي.