الدولية
مليونا حاج أدوا ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات ونفروا لمزدلفة
السبت 10 أغسطس 2019
5
السياسة
مكة المكرمة، عواصم - وكالات: أدى نحو مليوني حاج ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات الطاهر أمس، بعد توجههم إليه صباحا ليشهدوا الوقفة الكبرى، ملبين متضرعين، داعين الله عز وجل أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.وحض خطيب مسجد نمرة بصعيد عرفات الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ في خطبة عرفة، المسلمين على التراحم فيما بينهم، وتجسيد قيم الإسلام ونصوصه التي تحث على الرحمة بين جميع الخلق، والتسامح في التعامل فيما بينهم.وقال إن الإسلام جعل من أسس العلاقات الاجتماعية الرحمة بين الآباء والأبناء والأزواج والأقارب، مشيرا إلى أن "للرحمة مجالات متعددة في حياتنا المعاصرة سواء في سن الأنظمة واللوائح أو استخدام وسائل المواصلات، أو الاستخدام الأمثل للتقنية أو وسائل الإعلام".وسقطت أمطار غزيرة على صعيد جبل عرفات، ويقف اليوم السبت، حيث دعا الدفاع المدني السعودي الحجاج إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار وتجنب الأماكن المنخفظة وملامسة الأجسام المعدنية الموصلة للتيار الكهربائي.من جانبها، ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية "واس" إن الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات شهدت انسيابية ومرونة، مضيفة أن "رجال المرور يساندهم أفراد الأمن يبذلون جهودا كبيرة لتسهيل حركة السير وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم .وقالت إن وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، تابعا عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات ووجها بتوفير أفضل الخدمات ليؤدي ضيوف الرحمن النسك آمنين مطمئنين.وتوافدت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع شروق صباح أمس، بالتوجه إلى صعيد عرفات، لتأدية الركن الأعظم من شعيرة الحج، وسط تلبية "لبيك اللهم لبيك".وحلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها الحجاج، لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة بمشعر عرفة، اقتداءً بسنة النبي، محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن يستمعوا لخطبة عرفة.ومع غروب الشمس، بدأت جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، التي أدوا بها صلاتي المغرب والعشاء وبقوا بها حتى فجر اليوم، العاشر من شهر ذي الحجة.وسبق الانطلاق إلى عرفة، مبيت الحجاج بمشعر مِنى؛ لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة النبي.ويعود الحجاج إلى منى مرة ثانية صبيحة اليوم لرمي جمرة العقبة الكبرى والنحر، ثم الحلق أو التقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة)، لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.وأعلنت السعودية، حصيلة أولية للحجاج، تصل إلى نحو مليوني حاج، بينهم مليون و855 ألفا و407 من خارج المملكة، و200 ألف و360 من داخلها.,يعد مشعر "عرفة" أو "عرفات" الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى جبل "الرحمة" الذي يصل طوله إلى 300 متر، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلو مترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بنحو 10.4 كيلو مترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج باستثناء بعض المنشآت الحكومية.وفي شرق عرفة يقع جبل الرحمة وهو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف ولا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج وللجبل أسماء أخرى منها "القرين وجبل الدعاء".ويضم مشعر عرفة أيضا مسجد "نمرة" وهو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة ثم خطب فيه بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا "جمع تقديم" وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.وفي أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري، تم بناء مسجد في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ويعرف الآن بمسجد نمرة، فيما توالت توسعات المسجد التي تمت على مر التاريخ وصولًا للوقت الحالي، وأصبحت مقدمة مسجد نمرة خارج عرفات ومؤخرة المسجد في عرفات وهناك لوحات إرشادية تشير إلى ذلك.وكان مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، حذر الحجاج من جعل موسم الحج منبرا لتحقيق غايات غير شرعية، من خلال أهداف سياسية، ومآرب حزبية، ونعرات قومية، وتعصبات مذهبية، وأغراض شخصية، لمخالفة مقاصد شعيرة الحج وغايته الأساسية.وقال في كلمة وجهها للحجاج: "الحذر كل الحذر من أن يصرف الحاج وجهة حجه إلى وجهة غير شرعية، فيحبط عمله وجهده وماله، والحذر الحذر من أن يقوم الحاج بعمل تخريبي بين الحجاج، أو نشر فوضى أو بلبلة أو خلخلة في صفوفهم، فإن ذلك من الأمور المحرمة شرعا ونظاما، فيجب على الحاج البعد عن كل ذلك بنفسه، ونصيحة الآخرين بذلك، وألا يسمح لغيره أن يقوم بعمل تخريبي بين الحجاج، وأن يكونوا جميعا عونا لرجال الأمن في أداء مهمتهم، وأن يبلغوا الجهات المعنية إن رأى أحد منهم شيئا مما يخل بأمن الحجيج وسلامتهم".وأكد أن الغاية من الحج هو تجريد التوحيد والعبودية الخالصة لله عز وجل، وإقامة ذكره بالتلبية والتكبير والتحميد والتسبيح، والدعاء والتضرع بين يديه، بعيدا عن اللغو والرفث والمعاصي والمنكرات من الأقوال والأفعال، والتزام حدود الله وأوامره ونواهيه.