"ممنوع التجوّل" كوميديا اجتماعية عن الجائحة

يعود الفنان السعودي ناصر القصبي، إلى الكوميديا الرمضانية في دراما "ممنوع التجوّل" على MBC، ليسّلط الضوء على كيفية تعايُش الناس مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا" على العالم، فيما تعرض حلقات العمل على منصة "شاهد VIP" قبل 24 ساعة من عرضها على MBC.
يجمع المسلسل إلى جانب ناصر القصبي كل من حبيب الحبيب، راشد الشمراني، فايز المالكي، إلهام علي، أسيل عمران، عبدالمجيد الرهيدي، علي الحميدي، خالد الفراج، هبة الحسين، فاطمة الحوسني، ماجد مطرب فواز وآخرين.
يوضح القصبي أن أكثر ما يميز العمل هو "الحضور الفعلي لحالة كورونا، التي قلبت حياتنا رأساً على عقب، في توصيفٍ درامي لمعاناة الناس، وما حدث ويحدث في العالم بشكلٍ عام".
رغم صعوبات العمل والتصوير في ظروف قاسية فرضها الفيروس المستجد، يؤكد القصبي أن قدرة فريق المسلسل على التكيّف مع الحدث جاءت لتعكس الجانب الحقيقي للقضايا التي يطرحها "ممنوع التجوّل"، ويضيف: "الجو الذي فرضه فيروس كورونا في كواليس العمل والتصوير لا يشبه أي نوع من العراقيل التي واجهناها خلال الأعمال السابقة على امتداد مشوارنا الفني"، مشيراً إلى أن "المشاهدين سيلمسون بأنفسهم تلك الحالة الدرامية التي تعبّر عنهم وتعكس ظروف حياتهم ومعاناتهم اليومية، وهو ما يمنح عملنا المزيد من المصداقية".

معاناة
عن آلية المزج بين هذه الحالة من المعاناة اليومية التراجيدية من جانب وبين الطابع الكوميدي للمسلسل من جانب آخر، يوضح القصبي: "الكوميديا هي الإطار العام للعمل، فالناس اكتفت من حالة الجائحة والغمّ الذي أصاب حياتهم بسبب الفيروس، لذا يقدم العمل طرحاً اجتماعياً للحالة ضمن طابع كوميدي، وآمل أن نكون موفقين فيما قدمناه".
يتطرّق القصبي لأهمية وجود المخرجين السعوديين في هذا العمل تحديداً وغيره من الأعمال السعودية عموماً، معرباً عن تحفّظه على عبارة "دعم المخرج السعودي" مفضلاً استخدام عبارة "إعطاء الفرصة للمخرجين السعوديين"، ويضيف: "رغم تجربتهم القصيرة نسبياً، تمكّن المخرجون السعوديون من إثبات أنفسهم، وسعيد بتواجد ورشة من الكتاب السعوديين والخليجيين والعرب، إضافةً إلى المخرجين السعوديين: هناء العمير، عبدالعزيز الشلاحي، وموسى الثنيان، في هذا المشروع إلى جانب المخرج أوس الشرقي، فهم وأمثالهم من المواهب يمثلون عصب المشروع الدرامي المحلي.
مِن هنا جاءت الفكرة مع أخي خلف الحربي الذي يشاركني هذا الرأي والموقف بضرورة إعطاء الفرصة للعنصر السعودي أيّاً كان موقعه، سواءً في التمثيل أو الإخراج أو أي مفصل في المنظومة الدرامية، فهو حقّ له، ولا سيما في ظل الانفتاح الذي نعيشه، إلى جانب تجاربنا الدرامية الجميلة التي تشير بوضوح إلى أننا نخطو خطوات طيبة وثابتة نحو مستقبل يحمل أثراً ملموساً.
يوضح راشد الشمراني أن "الحلقات المنفصلة ليست جديدة علينا، لكن الجديد هو تناول الموضوع الذي بات هاجس العالم بأسره، وقد حاولنا تقديم مواضيع ترسم البسمة النابعة من صميم تلك المعاناة".
يبدي الشمراني سعادته بالروح العائلية التي سادت موقع التصوير، مضيفاً "أنا وناصر القصبي، أصدقاء عمر منذ أيام الجامعة، ثم ترافقنا في المسرح وهي تجربة مستمرة، مروراً بالدراما"، واعتبر الشمراني هذا العمل مميزاً ومهماً كونه يقدم حلقات منفصلة وشخصيات متعددة، مما يحمل تحدٍّ أكبر للممثل كونه يعيش أكثر من دور مع تلوين وتنويع أكبر.
يستهلّ حبيب الحبيب: "نأمل أن ينال عملنا رضا الجمهور فأسُس النجاح متوافرة فيه كما في أعمالنا السابقة، إذ نقدم كل يوم لوحة جديدة قوامها ما يحدث أثناء الحظر".
ويوضح الحبيب: "تختلف تلك المواضيع عن بعضها، وتطرح كل ما جرى حتى اليوم، وتتطرق إلى المعاناة في قالب كوميدي يقدمه ممثلون يحملون رسالة هادفة".

عوامل النجاح
يشير فايز المالكي، إلى نجاح محسوم على حدّ وصفه، "فجميع عوامل النجاح قائمة فيه من إنتاج وإخراج وروح حلوة ومحتوى درامي وكوميدي، والأهم أنه يحمل اسم النجم ناصر القصبي".
يكشف المالكي عن كيفية انضمامه إلى العمل، فيقول "اتصلتُ بالكاتب خلف الحربي وطلبتُ المشاركة، فرحّب بالأمر لكنني اعتقدت أن ما قاله قد يكون من باب المجاملة ليس إلاّ، حتى فوجئت باتصال من القصبي وآخر من المخرج أوس الشرقي للانضمام إليهما، وأنا من جمهور القصبي، فهو نجم عربي بامتياز".
تخوض إلهام علي، ثالث أعمالها مع القصبي الذي تصفه بـ "المعلم والأستاذ الذي نستفيد من ملاحظاته وتوجيهاته". وتشير إلى "أننا أمام تجربة جميلة تقدَّم في حلقات منفصلة أَظهَرُ فيها ضمن كل حلقة بشخصية جديدة وقصة مختلفة".
وتتوقف إلهام عند الأجواء المرحة التي تسود موقع التصوير "لدرجةٍ تجعلني أعود إلى البيت وأتذكر المَشاهد فأضحك، وأتمنى أن تصل هذه الحالة إلى الجمهور".
وتضيف: "تلوّنت في أدوار متنوعة شكلاً ومضموناً، حيث جسّدتُ شخصية الزوجة والمرأة المسنّة والابنة، واختبرت نفسي في شخصية المرأة اللئيمة وصاحبة اللسان السليط والثرثارة في نصوص جميلة للكاتب خلف الحربي".
تعرب أسيل عمران عن سعادتها باللقاء الثاني مع ناصر القصبي، مشيرةً إلى أنها توقعت أن يكون المسلسل كوميدياً خالصاً، "لكنني فوجئت لدى قراءة النص بأنه يناقش فعلياً قضايا مختلفة في حلقات غير المرتبطة ببعضها لا لجهة الفكرة ولا المضمون ولا حتى على مستوى الشخصيات، بل يجمع بينها هو الالتزام باتخاذ اجراءات التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة".
وتلفت أسيل إلى جرعة الكوميديا الحاضرة في العمل، معلّقة: "بصراحة لم أتوقّع أن أحب الكوميديا، لأن الممثل المعتاد على التراجيديا يجد صعوبة في الاندماج مع عمل كوميدي، لكن الأمر مختلف مع القصبي الذي يناقش مواضيع جدية بقالب كوميدي".
يتحدث المخرج أوس الشرقي عن التعاون مع القصبي، مشيراً إلى أن "العلاقة الطويلة التي تأسسّت مع القصبي فيها مودة ومحبة، وأفتقده إن لم يكن موجوداً في موقع التصوير لأنه يمنحنا ليس الطاقة الايجابية فحسب بل الضحكة والبسمة أيضاً، ما يجعلنا نعطي من قلبنا".
ويشرح الشرقي أن تسمية "ممنوع التجول"، تكمن في الظروف المحيطة بنا من وباء كورونا وأوبئة مشابهة، لافتاً إلى أن "كل حلقة هي بمثابة فيلم مستقل، يطرح موضوعاً يرتبط بالجائحة، لنطرح القصة والموقف الكوميدي والحدث ثم ننتقل بالشخصيات مع الممثلين أنفسهم إلى حالة جديدة وقصة مغايرة".
ويضيف: "لدينا كذلك إسقاطات على أحداث تاريخية مرتبطة بحالات شبيهة بحالة الكورونا".

رؤى متعددة
وعن توزيع مهمة الإخراج بينه وبين ثلاثة مخرجين آخرين، يوضح الشرقي: "تهدف MBC كمؤسسة ومعها ناصر القصبي وخلف الحربي إلى استقطاب الطاقات والامكانات الشبابية، وهي فرصة حقيقية لهؤلاء الشباب للعمل مع نجوم كبار، وفرصة لنا لاكتشاف هذه الطاقات وتوفير إمكانات إنتاجية مهمة لهم على الأرض وفرصة أيضاً لتقديم رؤى إخراجية متعددة".
تشدد المخرجة هناء العمير على ما عاشته من حماسة للقاء ناصر القصبي والعمل معه، واصفةً الأمر بـ "التجربة المختلفة والفرصة للتعاون مع نجوم لطالما رغبت بالعمل معهم، فضلاً عن عرض العمل على MBC".
يُعرب عبدالعزيز الشلاحي عن حماسته للعمل مع نجوم العمل وعلى رأسهم ناصر القصبي، وأضاف: "بالنسبة لي، كانت تجربة جميلة ومتنوعة تمتاز باختلاف المواضيع والشخصيات والطرح".
وعن مشاركته في عملٍ يحمل توقيع ثلاثة مخرجين سعوديين إلى جانب أوس الشرقي، قال الشلاحي: "شكلت هذه التجربة قيمة مضافة ساعدتني في الانتقال إلى مرحلة مهنية جديدة ولا سيما في الأعمال الكوميدية".
وأكد المخرج موسى الثنيان أن أي شخص يعمل في المجال الفني يتمنى المشاركة ولو بجزء صغير في عمل مميز إلى جانب قامة كبيرة مثل ناصر القصبي وعلى شاشة كل العرب MBC، وأضاف: "لحسن الحظ أُتيحت لي هذه الفرصة تحت إشراف كاتب متميز ومثقف هو الأخ خلف الحربي، بصحبة مجموعة من النجوم والفنانين الرائعين ضمن تجربة اعتبرها ثرية جداً، لا سيّما أنها جمعتني مع زملائي السعوديين هناء العمير وعبدالعزيز الشلاحي، وباحتضان المخرج المتميز أوس الشرقي، إلى جانب طاقم إنتاج على أعلى مستوى".