الأربعاء 09 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ممنوع الغلط!

Time
السبت 29 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

من يراك جميلاً يرى كل شي منك جميلاً، أما من يتصيد عليك الأخطاء فإنه يرى حتى الجميل منك قبيحاً، وقديماً قال الشافعي:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساوئا
فقد سادت بيننا مع الأسف الشديد ثقافة التشهير، وأصبح البعض منا يتصيدون الزلات وأصبح شغلهم الشاغل الترصد، حتى وإن كان الخطأ غير مقصود، فلم يعد هناك فرق بين الخطأ المقصود المتعمد وغير المتعمد أو زلة اللسان، ولَم يعد يقبل الاعتذار ولايسمع صوت العقل ولا يلتفت إلى التبرير، وأصبح ممنوع الغلط على أي مسؤول كان، وكأن المسؤول معصوم عن الخطأ، فما إن يساء فهمه في تصريح أو كلمة أو خطاب إلّا وأقاموا الدنيا ولَم يقعدوها. فهناك ألف شخص وشخص يتصّيد عليه الأخطاء ولا يرى الجانب المشرق من حديثه حتى وإن كان الخطأ غير مقصود، فإنهم يعملون منه قضية، ليس القصد منها تصحيح الخطأ أو الصالح العام بقدر ما هو مطلوب رأس هذا المسؤول، خصوصا حين يكون منصبه شعبياً والهدف الحقيقي ضرب شعبيته وإلحاق الضرر المباشر بها، مثل ما حصل مع رئيس مجلس الأمة واللغط الذي حصل بعد تصريحه الأخير في المؤتمر الصحافي مع نظيره العراقي، فكأنهم كانوا ينتظرون عليه الخطأ ولا يقدرون حساسية الموقف وأهمية الزيارة، حتى وإن اخطأ أو كان هناك زلة لسان، لا سمح الله، فالرجل مثل من يسير في حقل ألغام، فقد كان شديد الحرص متحفظاً في تصريحه، وهذا ما يفرضه عليه الموقف، فهي أول زيارة لرئيس البرلمان العراقي الجديد والمحطة الأولى التي اختارها لتكون بداية عمله البرلماني، فالموقف شديد الأهمية والحساسية أيضا للطرفين، ولكن ماذا تقول للمترصدين الذين لا يرضيهم الّا زوال النعمة، فهم يتعمدون إثارة الشعب الكويتي بموضوع حساس بالغ الأهمية ويعني للكويتيين كلهم الشيء الكثير للنيل من رئيس مجلس الأمة، متناسين كل ما قدم، وهذه تصريحاته تتوالى ويؤكد فيها أن هذا الموضوع نسب إليه زورا وبهتانا ولكنهم لا يسمعون، وهو دليل على أنهم يريدون رأسه، والله المستعان، فقد روي عن أمير المؤمنين عمر قوله: "لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً" ... زين.
آخر الأخبار