

من أربعائيات أحمد الربعي: الرجل الضفدع
شفافيات
د.حمود الحطاب
كان المرحوم الدكتور أحمد الربعي ذلك الكاتب المبدع، والسياسي الصريح، والوطني المكافح، ينهي مقالاته اليومية يوم الاربعاء من كل اسبوع، فسمى مجموعة مقالاته في ذلك اليوم "اربعائيات"، وهي بمثابة استراحة غير ملتزمة يكتب فيها بحرية ما يجول بخاطره؛ وانتهز فرصة العام الميلادي الجديد لأهدي للاعزاء القراء هذه الخاطرة للرجل الضفدع، وليس في حياتنا فقط رجال ضفادع، بل رجال قرود ايضا، وغيرهم.
وقال لي الدكتور أحمد أنه سيكتب عن الرجل القرد ايضا، ولم ار ذلك فقد توفي وأظنه لم يكتبه؛ واقول: في حياتنا الرجل الضفدع والرجل القرد والرجل الحمار، والمرأة البقرة، والمرأة الدجاجة، والمرأة الدبور، وغير ذلك، وتفضلوا بقراءة هذه المقالة:
لا يستطيع الرجل الضفدع ان يعيش خارج المياه الآسنة التي تفوح منها رائحة كريهة!
الرجل الضفدع يكره البحر لانه نظيف، ويكره الغناء لانه لا يعرف سوى النقيق المكرر!
الرجل الضفدع صوته مرتفع، وقدرته على العطاء محدودة، يثير الملل بصوته الرتيب، ويذكرك بشواهد القبور من كثرة تكراره للصوت نفسه وبالوتيرة نفسها!
الرجل الضفدع لا يمارس سوى القفز، فلا هو بالبهلوان، او لاعب السيرك الذي يدهش مشاهديه، فهو يقفز في مكانه، لذلك لا يمت الى الحركة والحياة والابداع بصلة.
الرجل الضفدع يجهل، ويجهل انه يجهل، ويتذاكى ويعرف انه ليس بالذكي، ويعتقد ان العالم سيتوقف لو توقف هو عن نقيقه الكريه!
وهو يولد ويموت في المكان نفسه، مع ذلك يعتقد انه كائن كوني يمسك بالنجوم والكواكب بين يديه!
الرجل الضفدع ينطبق عليه المثل الشعبي "أم ناصرِِ اللسان طويل والحيل قاصر"، فهو يصوت، ولكنه لا يتكلم، يحدث صوتا، ولكنه لا يتحدث لغة، يصل صوته الى اذنك مثل فرقة موسيقية لارابط بينها!
الرجل الضفدعِِ احذروه في المجالس العامة حفاظا على انسانيتكم، لا تجاملوه حين يتحدث حفاظا على هيبة الزمان والمكان، لا تشاركوه في عمل حفاظا على سمعتكم!
الرجل الضفدع له اربع ارجل! وعقل مغلق بالشمع الاحمر، ورغبة جامحة في التخريب الملفوف بالشعارات الوطنية، واحيانا كثيرة الديموقراطية.
كاتب كويتي