محمد الفوزانيُقال إن والي دمشق أسعد باشا، في أيام الدولة العثمانية كان بحاجة إلى المال بسبب النقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية، فاقترحت عليه حاشيته أن يفرض ضريبةً على صناع النسيج في دمشق، فسألهم: كم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟قالوا: من خمسين إلى ستين كيساً من الذهب!فقال: لكنهم أُناسٌ محدودي الدخل، فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟قالوا: يبيعون جواهر وحُليّ نسائهم يا مولانا!فكان جوابه: وماذا تقولون لو حصلت على المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟عندها سكت الجميع.وفي اليوم التالي ارسل أسعد باشا رسالة إلى القاضي لمقابلته ليلاً بشكل سريّ، وعندما وصل القاضي قال له: "عرفنا أنك تقبل الرشوة وتستغل منصبك لمصالحك الخاصة، وأنك تخون الثقة الممنوحة لك"، هُنا صار القاضي يُناشد الباشا ويعرضُ عليه المبالغ حتى نال الباشا المبلغ الذي يريد ثم أطلقه، بعدها جاء دور المحتسب ثم النقيب ثم شيخ التجار، وبعدها كبار أغنياء البلاد والتجار.بعدها جمع الرجل حاشيته الذين أشاروا عليه بفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيساً، وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة في الشام؟ اجابوا جميعهم: لا لم نسمع.فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مئتي كيس من الذهب بدل الخمسين التي كنت سأجمعها من فقراء الناس كما أشرتم عليّ.فتساءلوا: وكيف فعلتم هذا يا مولانا؟فقال: إنّ جزَّ صوفِ الكباش خيرٌ من سلخِ جلود النّاس!إمام وخطيب
[email protected]