الأربعاء 21 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

من السمك إلى الغنم!

Time
الاثنين 05 أغسطس 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

تدخّل وزارة التجارة، حتى وان جاء متأخرا، إلا انه يحسب للوزير بيض الله وجهه، عندما أصدر تعميما يمنع دخول غير الكويتيين الى مزادات الأسماك بعد ان طفح الكيل، واصبح الوافدون هم من يتحكم بهذا السوق، ويرفعون الأسعار بشكل غير مبرر على حساب المستهلك الكويتي، الذي اصبح يدفع ثمن غياب الرقابة من دخله المحدود.
لعل السوق يستعيد رشده بعد ان تبتعد عنه مجموعة مصاصي الدماء من الوافدين، الذين اتضح تلاعبهم بالأسعار، وتحكمهم بـ"حراجات" السمك حتى شكلوا"مافيا" لا يستطيع أحد اختراقها، ولعل تدخل الوزارة والتعميم الجديد يسهم بتحرير السوق من مختطفيه، وكم نتمنى لو تكون الالتفاتة الثانية ناحية سوق الأغنام الذي يتحكم بمزاداته الآسيويون ويرفعون الأسعار كيف ما يشاؤون من دون خوف ولاحياء، وفي غياب تام للرقابة، وسوف يتجسد ذلك خلال هذه الأيام، فنرى كم سيصل سعر الاضحية، ولو كان ارتفاع سعر الاضحية يتفق مع العقل والمنطق لوافقناهم، لكنه ارتفاع غير مبرر، والعرض في السوق أكثر بكثير من الطلب، الاّ انه تحكم الوافدين بالسوق وغياب الرقابة!
لابد من تطبيق القانون بقوة وتسليم تلك الأسواق لأهل البلد، لكي يستعيد السوق رشده، بدلا من رفع الأسعار من دون مبرر، فالكويت بلد خير وأي حرفة فيها مباركة، ودخلها اكثر من جيد، لكن المؤسف حقا ان الكويتي المتقاعد، او حتى الشاب المكافح، لا يجد عملا، بينما الوافد ينتظره عمله بمجرد وصوله الى مطار الكويت، والسبب غياب الرقابة وضعف تطبيق القانون، اذ لا بد من تشجيع الكويتي على دخول سوق السمك وسوق الغنم وأسواق التجزئة الاخرى، وتوفير الحماية بمنع المزادات التي يديرها الوافدون ويتلاعبون بالأسعار فيها، فبعضهم يزيد على الاخر حتى يرتفع السعر على حساب المستهلك الكويتي، وما يجري في سوق السمك يجري في سوق الغنم مع اختلاف جنسية الوافدين، ولو استعادت التجارة السيطرة على سوق الغنم، وطبقت القانون وفرضت الهيبة لأصبح بمقدور كل مواطن شراء أضحيته بسعر مناسب، يتفق مع دخله، وليس كما هو حاصل الان، فتجارة التجزئة على مختلف أنواعها يتحكم بها الوافدون، وليس هناك قانون يردعهم، ومثال ذلك مع دخول الصيف رفعوا علينا سعر غاز التكييف ثلاثة او اربعة أضعاف سعره العادي، والنَّاس مضطرة لتعبئة المكيفات استعدادا للصيف، ومع دخول الشتاء سوف يرفعون سعر الفحم والدفايات وغيرها، حتى الخيام ترتفع أسعارها من دون مبرر لانها بيد الوافدين!
بعد تدخل التجارة بمزادات السمك لم يعد "عمك اصمخ"، بل يسمع جيدا، ونتمنى ان تستمر الحملة لتصل سوق الأغنام وأسواق التجزئة الاخرى لقطع الطريق على مصاصي الدماء ...زين.
آخر الأخبار