من الكباريه للبيت!

طلال السعيد

لا أعرف هل هي دعابة يتناقلها الناس، أم هي حقيقة واقعة، لكننا نسمع من سنوات طويلة عن تصريح لراقصة خلال مقابلة صحافية معها قالت: إنها ملتزمة وترتدي الحجاب خلال النهار، أما الرقص فهو مهنة، وهي بالأساس من الكباريه للبيت، ومن البيت للكباريه. وهذا دليل التزامها واحترامها لنفسها وفنها الذي تقدمه!
متناسية تبرجها، والمكان والزمان، وما يقدم من مشروبات ونوعية الزبائن الذين تقدم فنها إليهم أما "التنقيط" و"حذف" الفلوس "حدر" قدميها فحدث عنه ولا حرج، المهم أنها من الكباريه الى البيت!
تذكرت هذه القصة وأنا أسمع تصريح أحد النشطاء، يقول إن الرقص الشرقي نوع من أنواع الرياضة، ويستنكر إغلاق ناد رياضي نسائي دعا إلى دورة لتعليم الرقص الشرقي، على أساس أن هذه هي الحضارة، وهذا هو التقدم، ولم يبين لنا، هداه الله، أين سوف تتوظف خريجة تلك الدورة، وما هو مسماها الوظيفي، أو ما هو المسمى الذي سيكتب لها في الشهادة التي ستمنح لها، هذا ما نتمنى معرفته؟
فإذا كانت سوف ترقص لزوجها فقط فهي لا تحتاج لا إلى دورة ولا شهادة، أما إذا كانت هناك أهداف أخرى فالأمر يختلف!
المؤسف حقا أن يلصق اسم "الجهرة" بذلك الإعلان على أساس أن النادي في الجهرة، مما جعلنا في موقف محرج، فالناس لم تعد تفرق بين سكان الجهراء و"أهل الجهرة"، الذين يرفضون رفضا قاطعا مثل ذلك الإعلان، وللعلم سكان الجهراء يكاد يصل عددهم إلى المليون نسمة، أي ثلث سكان الكويت، فهل نؤخذ نحن بجريرة غيرنا على اعتبار أن الرقص الشرقي ثقافة مجتمعنا؟ اللهم إنا براء من كل هذا...زين.

[email protected]