الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

من المسؤول عما آلت إليه الكويت؟

Time
السبت 14 يناير 2023
View
5
السياسة
عدنان عبدالعزيز البحر

الحكومة والقيادة السياسية مسؤولون بلا شك بحكم مهماتهم ومسؤولياتهم، لكن برأيي يقع عليهم فقط 50 في المئة من المسؤولية، اما النصف الاخر فيقع على الشعب، وهنا أخص الكويتيين من حملة الجنسية بالتأسيس، وذلك ليس للتفرقة بين الكويتيين، لكن لأنني أخص عتبي بهؤلاء بالمقام الأول.
فالشاكي على الديمقراطية ومشكلاتها ليسأل نفسه: من طالب بالديمقراطية، وجاهد بطلبها. القيادة السياسية أم أهل الكويت، فاستجابت لهم القيادة؟
والشاكي على مشاركة حديث التجنيس بالانتخاب والترشح، وما تسبب به ذلك من تغير بقواعد اللعبة الديمقراطية، فليسأل نفسه: أي رئيس لمجلس الامة الذي دعا الى ذلك وسعى باقراره، أليس من بطن أهل الدار وأحد كبار ممثليهم في المجلس؟
والشاكي من تقلص مساحة الحريات الشخصية، وخنق البلاد بالعصبية الدينية، فيلسأل: من هم قادة الحركات الإسلامية ومؤسسوها والساعون الى فرض ذلك الواقع، أليسوا من بطن أهل الدار؟
ولمن يشكو اشتراكية الدولة، وتأميمها الأنشطة الاقتصادية، وتلافي التنافسية والكفاءة وانحدار الجودة، فليسأل نفسه: من هم قادة الفكر الاشتراكي والناصري في كويت الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والمجموعة اليسارية المؤثرة على الفكر العام للدولة والبرلمان في حينه، ألم يكونوا من بطن أهل الدار وممثلينهم في البرلمان؟
ولمن يشكو تراجع مستوى التعليم في الكويت، فليسأل: من طالب بخفض نسب درجات القبول في جامعة الكويت لخريجي الثانوية العامة، ومن كان يدافع عن الغش في الامتحانات، ألم يكونوا ممثلي الشعب في مجلس الشعب؟
ولمن يشكو انتشار ثقافة الرشوة وسهولة قبول مد اليد على المال العام، فلينظر حوله، أليس بعض أكبر المرتشين هم ممثلو الشعب في مجلس الأمة، ومع ذلك يعاد انتخابهم؟
ولمن يشكو عدم احترام القانون، أليس الشعب عبر ممثليه أول من يعمل على كسر القانون في السفرالى الخارج للعلاج المقنع، والسعي للوظيفة المستحقة لغيره و... و...و؟
فكيف تكون حكومة نزيهة حازمة بتطبيق القانون وممثلي الشعب باغلبيتهم يطالبونها بكسر القانون من اجل مصالحهم، ومصالح ناخبيهم والا الاستجواب والسقوط؟
القائمة طويلة، ولا تنتهي، والخلاصة: ان الجميع مسؤول، ومتسبب، واول طريق الاصلاح قبول هذه الحقيقة، ومن ثم يمكن بدء العمل الجاد على الاصلاح.
وليعلم الشعب أن الحكومة لا تخرج إلا من رحم الأمة، وتمثل حقيقة الشعب "لا أمانيه"، فليبدأ كل منا بنفسه، ومن هو مسؤول عنه، ويترك مسؤولية غيره.
آخر الأخبار