طلال السعيدتذكروا بالامس القريب 300 جندي غير نظامي (ميليشيات) تابعين لـ"تنظيم الدولة" "داعش" احتلوا الموصل وما حولها بمساحة تشكل ثلث مساحة العراق تقريبا بثلاث ساعات رغم وجود الجيش العراقي بعدته وعتاده فيها، وحكومة المالكي التي تقول انها كانت قوية في بغداد الا ان كبار قادة الجيش العراقي، هربوا او قل انسحبوا من الموصل وتركوها واهلها يواجهون مصيرهم تحت رحمة "داعش" واصبحت الموصل "عاصمة الخلافة" او "داعش" وباقي القصة معروفة!الان السيناريو نفسه يتكرر في افغانستان جيش "طالبان" غير النظامي يكتسح المناطق الافغانية، ويسيطر عليها سيطرة تامة ويطرد منها الجيش النظامي، فهل يصدق عاقل ما جرى في الموصل في العراق او ما يجري حاليا في افغانستان!وما هو الدرس المستفاد، منذ احتلال الموصل الى اليوم والشغل الشاغل للعراقيين الخلاص من "داعش" وخلاياه، ومناطق نفوذه على ارض العراق عبر سنوات من الحروب الطاحنة بين "داعش" والحكومة العراقية التي لا تتردد بالاستعانة بالاميركان للقضاء على "داعش" حتى اليوم!كذلك الامر سوف يكون في افغانستان لعشر سنوات مقبلة، وبدلا من ان تقتلهم الطائرات الاميركية سوف يقتلون بعضهم بعضا، وبدلا من البحث عنهم تحت الارض سوف يخرج قادة "طالبان" فوق الارض ليكونوا هدفا واضحا سهل الوصول اليه!أما الدرس المستفاد فهو ان الاميركان حليف لا يمكن الوثوق فيه نهائيا، واول من يضحون فيه هم المتعاونون معهم الذين هم في عيون الاخرين خونة، بينما يسميهم الاميركان مترجمون، وما علينا الان ان نتوقع اين سوف تكون النكبة الاميركية المقبلة... زين.
[email protected]