مشعل عثمان السعيدالنجوم أجسام كروية مشعة في الفضاء، تبعث كميات هائلة من الطاقة في أنحاء الكون، وتعد من أهم مصادر الطاقة في هذا الكون الواسع، وتدل على عظمة وقدرة الخالق عز وجل، وبها يهتدي ساري الليل ولأنها مخلوقات عظيمة أقسم بها المولى وقال: "والنجم إذا هوى" "1" النجم، ولا أود أن أبحر بعلم النجوم، فلهذا العلم أهله، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، وعندما تتأمل بيت الشعر نجد أن هذا الشاعر وصف من امتدح بالنجوم التي يسري بها الساري، وهو وصف بليغ، فعندما يصف الشاعر رجلا بالنجم فقد بالغ في الثناء، وكفى ووفى.صاحب هذا البيت شاعر جاهلي اسمه عبيد بن العرندس الكلابي، وبنو كلاب قبيلة عامرية فهم كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، ولهذا البيت قصة ذكرت في الكامل في اللغة والأدب، فقد ذكر أن عبيداً هذا قصد ثلاثة أخوة من بني غني، فامتدحهم فجعلوا له عليهم في كل سنة ذودا، فكان يأتيهم كل سنة فيأخذ الذود، ومما قاله فيهم:يا دار بين كليات وأظفاروالحمتين سقاك الله من دارعلى تقادم ما قدر مر من عصرمع الذي مر من ريح وأمطارثم يقول في هؤلاء الاخوة:هينون لينون أيسار ذوو يسرسواس مكرمة أبناء أيسارلا ينطقون على العمياء إن نطقواولا يمارون إن ماروا بإكثارمن تلق منهم تقل لاقيت سيدهممثل النجوم التي يسري بها الساريفيهم ومنهم يعد المجد متلداولا يعد نثا خزي ولا عاروإن تلينتهم لانوا وإن شهمواكشفت أذمار حرب غير أغمارإن يسألوا العرف يعطوه وإن جهدوافالجهد يكشف منهم طيب أخباروالعرب جبلوا على المدح والهجاء وهم لا يمدحون إلا من يستحق المدح، ولا يذمون إلا من يستحق الذم، روي أن هشام بن عبدالملك حج قبل أن يتولى الخلافة، فجهد أن يصل إلى الحجر الأسود من شدة الزحام، فنصب له منبرا فجلس ينظر إلى الحجاج وكثرتهم وحوله جنود الشام وبالقرب منه الفرزدق الشاعر، وبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه وجده وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، فجعل يطوف، فإذا بلغ الحجر تنحى عنه الناس حتى يستلمه هيبة له وإجلالا، فأعجب به أهل الشام، ولم يكونوا رأوه قبل ذلك، فسأل هشام: من هذا الرجل؟ وهو به عارف، فقال الفرزدق: هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهوالبيت يعرفه والحل والحرمهذا ابن خير عباد الله كلهمهذا التقي النقي الطاهر العلمهذا ابن فاطمة ان كنت جاهلهبجده أنبياء الله قد ختمواوليس قولك: من هذا؟ بضائرهالعرب تعرف من أنكرت والعجمكلتا يديه غياث عم نفعهمايستوكفان ولا يعروهما عدمسهل الخليقة، لا تخشى بوادرهيزينه اثنان: حسن الخلق والشيمحمال أثقال أقوام، اذا افتدحواحلو الشمائل تحلو عنده نعمما قال: لا قط، إلا في تشهدهلولا التشهد كانت لاءه نعمعم البرية بالإحسان، فانقشعتعنها الغياهب والإملاق والعدم
إذ رأته قريش قال قائلهاالى مكارم هذا ينتهي الكرميغضي حياء، ويغضى من مهابتهفما يكلم إلا حين يبتسمبكفه خيزران ريحه عبقمن كف أروع في عرنينه شمميكاد يمسكه عرفان راحتهركن الحطيم إذا ما جاء يستلمالله شرفه قدما، وعظمهجری بذاك له في لوحة القلماي الخلائق ليست في رقابهملأولية هذا، أو له نعممن يشكر الله يشكر أولية ذافالدين من بيت هذا ناله الأممينمى الى ذروة الدين التي قصرتعنها الأكف، وعن ادراكها القدممن جده دان فضل الأنبياء لهوفضل أمته دانت له الأمممشتقة من رسول الله نبعتهطابت مغارسه والخيم والشيمينشق ثوب الدجى عن نور غرتهكالشمس تنجاب عن اشراقها الظلممن معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصممقدم بعد ذكر الله ذكرهمفي كل بدء ومختوم به الكلمإن عد أهل التقى كانوا أئمتهمأو قيل: "من خير أهل الارض؟" قيل: هملا يستطيع جواد بعد جودهمولا يدانيهم قوم، وإن كرمواهم الغيوث، إذا ما أزمة أزمتوالأسد أسد الشرى، والبأس محتدملا ينقص العسر بسطا من أكفهمسيان ذلك: إن أثروا وإن عدموايستدفع الشر والبلوى بحبهمويسترب به الاحسان والنعمفغضب هشام وأمر بحبسه بعسفان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبعث له علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال له: أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك، فردها الفرزدق وقال: يا بن رسول الله، ما قلت ما قلته إلا حبا لله ورسوله وقرابته، وما كنت لاخذ علی هذا شيء، فردها له زين العابدين وقال: بحقي لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها.اكتفي بهذا القدر.جف القلم ونشفت المحبرة، في أمان الله.كاتب كويتي