من حق أطفالنا!

طلال السعيد

من حق أطفالنا المطالبة بمدينة ترفيهية يقضون فيها وقت فراغهم، ويلهون بها اللهو البريء، فقد كانت مدينة الكويت الترفيهية الاولى في منطقة الخليج، ان لم تكن المنطقة العربية كلها، ثم تراجعت الى ان اغلقت تلك المدينة الترفيهية إلى اجل غير مسمى، لغرض اعادة التأهيل، وتبعتها حديقة الشعب والمرافق الترفيهية الاخرى، وأوصد باب الترفيه بوجه أطفالنا فأين يذهبون؟
ليس أمامهم سوى الأماكن الترفيهية التجارية، وهي غالية ومرهقة، لأسرة محدودة الدخل والخيار الاخر الانظمام الى الأحزاب التي تهتم بتنشئة الحدث تنشئة حزبية، يصبح بعدها من كوادر الحزب من خلال برنامج معد ومدروس بعناية فائقة، وتطلق عليه اسماء جاذبة مثل "الاصحاب الصالحين"، ومن يكره صحبة الصالحين؟ ما يجعل الأهل يطمئنون فيسلمون اولادهم الى الأحزاب التي تتعمد ادخال بعض البرامج الترفيهية، لاجتذاب الحدث، وبالتالي تجنيده لمصلحة الحزب!
هذا جانب واحد من جوانب النتائج السلبية لاهمال الدولة للمرافق الترفيهية، فليس كل العائلات قادرة على السفر للخارج للاستمتاع بالمرافق الترفيهية، لذلك لا بد من توفير الترفيه المحلي للحفاظ على الأجيال من الانحراف، بالاضافة الى الأنشطة، الثقافية والاجتماعية، كإعادة فرق الكشافة والأشبال والزهرات والمرشدات وغيرها، وكذلك التفكير باحياء التوظيف الصيفي للشباب من جديد، من خلال إلزام البنوك والشركات الكبرى بتوظيف الشباب في الاجازة الصيفية لتعويدهم على تحمل المسؤولية، بدلا من ترك الحبل على الغارب، مثل ما هو حاصل حاليا، حتى انتشرت آفة المخدرات والعادات السيئة، كالاستهتار والرعونة والتسكع بالشوارع، وما صاحب ذلك من عادات سيئة سريعة الانتشار بين الشباب حين يقلد بعضهم بعضا!
مشكلة المشكلات حين نغفل عن قطاع مهم، وهو قطاع الطفولة والشباب، ونحرمه من اقل حقوقه، وهو وجود مدينة ترفيهية يقضون فيها وقت فراغهم، وأنشطة اجتماعية تستوعبهم، وبالتالي نحاسبهم اذا انحرفوا، متناسين اننا نحن السبب، او ندفع مبالغ طائلة على التنبيه والتثقيف والعلاج، بعد ان نشعر بالخطر، ونحن نستطيع ان نتدارك ذلك كله لو اننا أشغلنا وقت الشباب بما ينفعهم...زين.