كتب - فالح العنزي:تنتهي عادة البرامج الحوارية، خصوصا "التوك شو" بنهاية غاضبة للطرفين الضيف والمذيع وربما يخرجان من بابين مختلفين وتنتهي علاقتهما نتيجة جرعة الأسئلة المطروحة أو المفاجئة أو التي خالفت ما تم الاتفاق عليه، الا أن أولى حلقات برنامج "من دون فلتر"، الذي تقدمه علياء جوهر، عبر شاشة "ATV" كانت نهاية الحلقة وداع بابتسامة ارتسمت على وجه ضيفها الفنان خالد أمين، لأن الحلقة عرفت المشاهد بفكرة البرنامج التي تدور في منح الضيف فرصة لارتداء قناع عندما يجد نفسه في حاجة لعدم الصراحة في الرد."من دون فلتر" يعتمد في فكرته الرئيسة على عدم السماح للضيف بمحاولة تحسين اجابته أو التنصل من الأسئلة واخفاء الحقيقة مثلما يفعل البعض عندما يلجأ لوضع الفلتر لتحسين صورته أو لتجربة شكل جديد ومختلف، من هنا تنطلق الفكرة العامة للبرنامج الذي أخرجه محمد عز وتكفلت بالاعداد مريم القلاف الذكية جدا والمقننة في ماهية الأسئلة وقراءتها الجيدة عن الضيف ويشاركها التحضير الجيد لمقدمة البرنامج. وقبل الولوج إلى التصريحات، التي تمكنت جوهر من الحصول عليها بذكاء من الضيف خالد أمين، يجب الاشادة بالاخراج التلفزيوني البعيد كل البعد عن التصنع والفذلكة المبالغة بل حرص مخرج البرنامج على التعامل مع الفكرة باحترافية ومع واقع الستديو الذي اقتصر على ضيف ومذيع فقط، فلجأ إلى السواد والبساطة وتركيز الاضاءة على العمق والتقطيعات السريعة واختيار أفضل التصريحات بعد المونتاج بحيث خرجت الحلقة بشكل متسارع بعيدا عن الملل وتحقق من ايصال فكرة الإعداد.في برنامج "من دون فلتر" خرجت علياء جوهر، على غير عادتها، فهي التي من عرفها الاعلام الكويتي شخصية هادئة مسالمة ومطيعة لكن في أولى حلقاتها اعطت انطباعا مؤقتا بأنها هجومية تتسلح بأسئلة مستفزة وأنها من يجب أن تقود المعركة مع ضيف أكاديمي مثقف لا يمكن السيطرة عليه، وفي كل اجابة كان "يقدح من راسه"، لذا كان الشد والجذب ومحاولة كل من الضيف خالد أمين التمسك باجابته والاصرار عليها، أمام اصرار المذيعة على التوصل للاجابة التي تقنعها، فصرخ بها أمين "هل تريدين أن أعطيك إجابة على مزاجك اجيب بما أريد وعليك القبول باجابتي"، كان ذلك ردا على سؤال مقدمة البرنامج علياء جوهر "كم تعطي نفسك تقييما من ناحية ذكائك الفني؟"، فكانت اجابته بأن الجمهور هو من يملك التقييم وانه كفنان يعمل ويجتهد وينتقد اختياراته، الاجابة لم تعجب جوهر، التي أصرت على الاستماع بلغة الارقام وتمكنت من الحصول على اجابة صريحة وغاضبة وصادمة أيضا "صفر من عشرة" أعطي نفسي "صفر من عشرة"، قالها أمين بامتعاض رافضا التنازل عن ذلك، ملزما علياء بالقبول بها لكنها كانت صريحة معه "انت تتهرب من السؤال" وننتقل لسؤال آخر.وفي موقع آخر من الحوار حاولت المذيعة علياء جوهر، سحب ضيفها الى ساحتها في ما يتعلق بمحور تأخر أمين في الزواج وعدم اكمال نصف دينه حتى الآن، وهو الفنان المشهور المثقف الذي تحيط به المعجبات وقال: "الزواج لا علاقة له بنصف الدين شنو هالكلام؟، ومن يدعي بأنه يريد أن يرى أولادي فهو لن يربيهم عني أو يصرف عليهم، هالكلام غير صحيح، ومن يشغله أمر زواجي عليه تقديم مبلغ من المال لتربية أطفالي وأنا حاضر"، إجابة الفنان خالد أمين التي ربما تعجب "عزوبية" الوسط الفني والإعلامي من المشاهير بعدم السماح التدخل في القرارات الشخصية ربما مرت بنجاح، لكنها لم تعجب قط المذيعة التي قاتلت لتحقيق هدف البرنامج، الى درجة بلغت ذروة الشد والجذب فيها عندما أصرت المذيعة انتزاع اجابة شفافة وصريحة وصادقة حول الفنانة الأقرب لذوقك الفني سعاد أم حياة؟ كانت اجابته دبلوماسيةً كونه عمل معهما، لكن جوهر لم تقتنع باجابته واصرت على اختيار اجابة مباشرة والزامه بالمفاضلة بينهما، أمين تمسك باجابته: "النص اللي يخدمني اختاره"، فقالت جوهر اجابتك صارت بفلتر، بمعنى عدم نجاحه في ابداء رأيه بصراحة، وشهدت الحلقة في تفاصيلها جوانب أخرى مستحقة من الضيف أثبتت روحه المرحة وتقبله فكرة البرنامج الاستفزازية في بعض المواقف.

خالد أمين