الثلاثاء 06 مايو 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

من سيقول لنا هل كنت صحافياً أم صحفياً؟

Time
الأربعاء 18 مايو 2022
View
5
السياسة
فور وصوله إلى الكويت شاءت الأقدار أن أكون محرراً صغيراً في أروقة "السياسة"، وفي العام 1994 وبعد نحو سنتين من العمل مع الأستاذ الفاضل قاسم أفيوني، طيب الله ثراه، والمرحوم الأستاذ محمد زين، وضعتني هذه الأقدار وجهاً لوجه مع الفقيد الأستاذ شوكت الحكيم في أول يوم من أيام عمله في "السياسة".
لم أنس ذلك الرجل متأبطاً حقيبة "السمسونايت" والتي فتحها فور دخوله الى قاعة التحرير بالجريدة ولم يطل انتظارنا في حينه حتى خرج علينا وبيده دليل تحرير أسميناه في حينها "دليل شوكت" والذي كثر نقاشنا معه حول ما تضمنه من مصطلحات لتوحيد أسلوب التحرير، واستمر الجدل معه وكثر السؤال والنقاش حتى حسم الأمر على ما أذكر من قبل العميد رئيس التحرير الأستاذ أحمد الجارالله أطال الله في عمره.
أول اللقاءات مع الراحل لم يكن مهنيا، قمت بتوصيله الى مكان سكنه الموقت ببنيد القار، وبقيت ملازماً له عدة أيام في ذهابه وعودته الى السكن بـ"هلا موتيل"، إلا أن البوادر والحديث المهني في حينها يجعلك تشعر أنك أمام قامة مهنية وإنسانية يمكن أن تنهل من معرفتها الكثير، مع مرور عدة سنوات من العمل معه في "السياسة" انتقلت للعمل الخاص، وعدنا مرة ثانية ومع البدء بإصدار صحف جديدة في الكويت عدت إلى "السياسة" ووجدته كما تركته قبل له من لقبه "أبو هادي" نصيب؛ هادئاً زادت ابتسامته اتساعاً ووجه بشاشة وقال "شو راجع على الصحافة" وأمام صمتي أضاف "أهل الكار ما يقدرون من غيره مهما بعدوا"، هذا لأنني كنت أقول له وللزملاء عند زياراتي أو لقائي بهم "مرتاح من غير صحافة". لم تطل العودة وبعد سنوات القليلة مرت ثانية غادرت "السياسة".
لأكثر من 12 عاما غادرت فيها عملي بالصحافة اليومية كانت اللقاءات محدودة جدا فالتحية تتجدد عندما نلتقي في الجمعية بمنطقة الشعب أو على باب مركز سلطان "مر خلينا نشوفك" يقولها وتشعر بأنها من كل قلبه وتَعِده ويَعدُك بالتواصل ونمضي في زحمة الدنيا إلى أن يعود اللقاء الصدفة مرة أخرى.
مضت الأيام، وهأنذا أحاول أن أعود الى "السياسة" مشكورة لاتاحتها لي فرصة استعادة "لياقتي المهنية"، لكنه لم يكن هنا، وبعد يوم فقط من محاولة العودة شوكت صاحب الدليل لن يعود وستبقى ذكراه وذكرى كل الطيبين خالدة في أذهان زملائهم ومحبيهم.
إلى روحك الطيبة شوكت من سنسأل يا عزيزنا هل كنت صحافياً أم صحفياً؟

تيسير الحسن
آخر الأخبار