الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
من صادها عشاها عياله
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

من صادها عشاها عياله

Time
الثلاثاء 12 سبتمبر 2023
View
275
حمد سالم المري

صراحة قلم

"من صادها عشاها عياله" مثل خليجي ينطبق على بعض الوزراء، وأعضاء مجلس الأمة، بعدما كشفت مؤسسة للتأمينات الاجتماعية عن تقاضي 148 وزيرا و198 نائبا منهم تسعة وزراء، و36 نائبا، حاليون يتقاضون رواتب استثنائية.
رغم أن الحكومة تتحجج بعدم قدرتها على زيادة رواتب الموظفين، بما يتواكب مع معدل التضخم، وزيادة الأسعار، لأن ذلك يؤثر على الميزانية العامة للدولة، والتي 90 في المئة منها مخصصة للرواتب، نجدها تصرف رواتب استثنائية لنحو 1752 مواطنا، غالبيتهم العظمى وزراء ونواب وقياديون في الديوان الأميري، وديوان ولي العهد، ومجلس الوزراء، تكلفتها السنوية كما صرح بذلك النائب مهند الساير مليارا دينار سنويا.
هذا التناقض العجيب من الحكومة يوضح لنا مدى تخبطها، وأنها تشجع على سياسة "من صادها عشاها عياله"، وهذا ما جعل بعض أعضاء مجلس الأمة يستميت في الانتخابات لكي يفوز بالعضوية.
من الأمور المضحكة، تحجج أحد أعضاء مجلس الأمة الحالي، عندما سئل: لماذا طلبت معاشا استثنائيا؟ أجاب أنه كان يعمل في جامعة الكويت محاضرا، وكان راتبه، حينذاك، أعلى من راتبه وهو عضو مجلس أمة، ولهذا كان لا بد من طلب المعاش الاستثنائي، حتى يحقق لنفسه التوازن المالي، ويعيش عيشته نفسها قبل العضوية.
هذا التبرير يضحك عليه الأطفال الصغار قبل الكبار البالغين، لأن هذا العضو لم يجبره أحد على خوض انتخابات مجلس الأمة، والفوز بالعضوية، فهو من اختار خوضها، وهو يعلم علم اليقين أن راتبه كعضو سيكون أقل من راتبه كدكتور محاضر في جامعة الكويت، ورغم ذلك خاض الانتخابات وفاز بالعضوية، فكان من المفترض أن يرضى براتبه الجديد، وليس يطالب براتب استثنائي، لكن هذا يدل على أنه خاض الانتخابات لتحقيق منافع شخصية، وليس من أجل البلاد والشعب.
لو أن مواطنا توظف في إحدى مؤسسات الدولة، وأراد أن يستقيل منها، ليتعين في مؤسسة حكومية أخرى، وهو يعلم أن راتبه سيكون أقل فيها من راتبه السابق، فهل يصرف له راتب استثنائي حتى يحقق لنفسه العيشة نفسها التي كان يعيشها سابقا، أم أنه يتحمل تبعيات قراره، ولا تتحملها الدولة؟
عضو مجلس الأمة، والوزير، والقيادي في أي مؤسسة حكومية، هو مواطن له حقوق المواطنين نفسها، وعليه الواجبات نفسها، كما أقر ذلك الدستور، الذي منع أي تميز بين المواطنين، فلماذا إذا تصرف لبعض هؤلاء رواتب استثنائية، دون المواطنين الأخرين؟
استمرار الحكومة في صرف الرواتب الاستثنائية، هو السبب الرئيس لتنافس البعض في انتخابات مجلس الأمة، أو تنافسهم في حمل الحقائب الوزارية، أو تبوؤ المناصب القيادية، لأن شعارهم "من صادها عشاها عياله".

حمد سالم المري

al_sahafi1@

آخر الأخبار