الخميس 03 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

من عيوب وزارة الصحة

Time
الخميس 22 يونيو 2023
View
13
السياسة
أحمد الدواس

من عيوب وزارة الصحة أنه إذا تعرض مواطن في منطقة العديلية أو كيفان، مثلا، الى إصابة أو نزيف يتحتم عليه الذهاب الى المستشفى الأميري، أي يقطع مسافة زمنية تبلغ نحو 15 الى 20 دقيقة وهو ينزف دما.
وكذلك إذا تعرض مواطن لطارىء صحي وهو في منطقة الرميثية فعليه الذهاب الى مستشفى مبارك في الجابرية، أو من يقطن القرين، مثلا، عليه الذهاب الى مستشفى العدان.
بالأمس دهس مواطن وافدا عربيا في منطقة الخالدية، فقام الداهس على الفور بإسعافه بسيارته متوجهاً إلى المستشفى الأميري، وفي الطريق تعرضا لحادث مروري، وانقلاب مع مركبة أخرى يقودها عربي في منطقة الصالحية، أي قبل الوصول للمستشفى، ومات في الحادث العربي، وإصابة المواطن والشخص الثالث.
نعرف ان الأعمار بيد الله سبحانه، لكن المولى عز وجل يدعونا في القرآن لأخذ الحيطة والحذر "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم"، "ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، فلو ان "الصحة" خصصت غرفة طبية واحدة بمستوصف المنطقة ليعمل 24 ساعة، مثلا، وتكليف أحد الأطباء، أو حتى ممرض ليعمل فيه، فقط كإسعافات أولية، لكان بإمكان المريض، أو المصاب تلقي العلاج الطبي السريع، وربما توقف النزيف، أو لم يحدث انقلاب لتلك السيارة، وإصابات.
فكان الأفضل للسائق والمصاب الذهاب الى مستوصف الخالدية لقربه فهو على بُعد خطوات، بدلا من "الأميري"، لكنها عقلية الدول المتخلفة التي تسير عليها الوزارة.
اقرأوا معي حادثا من حوادث الأطفال، وهو أمر على درجة كبيرة من الأهمية، ففي أحد الأيام اختنق الطفل الرضيع فهرع أبوه لإسعافه بسيارته إلى مستشفى مبارك، إلا ان الأب قطع المسافة من الرميثية إلى الجهة المقابلة في الجابرية حيث مستشفى مبارك في 50 دقيقة، بسبب الزحام المروري، وأخذ الرضيع ينزف الدماء من أنفه الصغير على صدر أبيه، ولما وصل باحة الاستقبال تلقى الأب الصدمة المفجعة عندما أخبره الأطباء بأن الوليد قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
لذلك ندعو وزارة الصحة أن تخصص غرفة واحدة في كل مستشفيات المناطق للحالات العاجلة لتعمل 24 ساعة يوميا، يتناوب على إشرافها طبيب ثم آخر.
ومن عيوب الوزارة كذلك أنها لا تتطور، فأعرف حادثة مماثلة عندما حمل الأب طفلته بسيارة إسعاف، لكن هذه السيارة اصطفت مع السيارات الأخرى أمام إشارة المرور انتظاراً لفتح الإشارة! لماذا لا تستخدم وزارة الصحة التكنولوجيا لفتح الإشارة أمام سيارة الإسعاف فورا؟
هذا أمر طرحناه فيما سبق على وزير الصحة، ففي عام 1971 تقريباً، أي قبل 52 سنة، كان أستاذ الاقتصاد يتحدث لنا نحن الطلبة فقال"إن سيارة الإسعاف في الدنمارك، وهي تُطلق صافرتها على الطريق حاملة معها المريض، بإمكان سائقها وبـ"كبسة زر" فتح إشارة المرور أمامه، وهي بالضوء الأحمر لكي تصبح باللون الأخضر، فيمر بصورة عاجلة فيصل المستشفى بأسرع وقت".
إننا حتى بعد 52 عاماً لا نملك هذه التقنية في بلدنا، فسيارة الإسعاف تصطف مع الناس عند إشارة المرور وتنتظر فتح الإشارة، فمتى نتطور؟
مستعدون فقط لتعمير ذلك البلد، أو إقراض هذا البلد وذاك، ونُهمل أوضاعنا الداخلية، ومن المؤسف، ان بلداً صغيراً، مثل بلدنا الكويت، لا يعرف كيف يشكل حكومة تفكر بشكل جيد ومتطور، تتخبط في مجال الصحة والتعليم والبنية الأساسية، بل تعيش الحاضر المتخلف، مع ان لديها الإمكانيات المادية لكي تصبح دولة متقدمة من الطراز الأول.

سفير كويتي سابق
[email protected]
آخر الأخبار