الجمعة 13 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

من قصص ملوك اليمن

Time
الأربعاء 09 نوفمبر 2022
View
90
السياسة
محمد الفوزان

‏‏‎من الأدب الجاهلي في اليمن قصص خرافية منتشرة قديماً، حيث كانت حكاياتها وسوالفها تسليهم في منتدياتهم وتجمعاتهم في العصر الجاهلي
منها قصة والد بلقيس الهدهاد بن حمير، وما إذا كانت والدتها من الجن؟
مع العلم ‏‎هي غير صحيحة... لان الزواج بين الجن والانس لايتوافق في الجينات فلا يحصل إنجاب.
تذكر بعض المصادر التاريخية أن والد بلقيس الهدهاد ابن حمير الأصغر، كان في أحد الأيام خارجاً للصيد مع حاشيته، وأثناء مروره في أحد وديان اليمن، رأى ذئباً يلاحق غزالاً وكاد يدركه، وأحب الهدهاد أن يأخذ الغزال من الذيب، وبالفعل، طارده وبات يلاحق الغزال ليرى أين سيذهب، وأثناء ملاحقته للغزال في أحد أودية اليمن، دخل الغزال من فتحة فكانت المفاجأة، حيث رأى مدينة كبيرة فيها قلاع وقصور وأنعام ونساء ورجال، ‏كان سبب ذهـول الهدهاد هو أنه كان الملك، ووجد مدينة كاملة في مملكته لم يعلم بأمرها من قبل، وفي تلك الأثناء جاءه رجلٌ يدعى اليلب ابن الصعب، وسأله عن سبب استغرابه، وأخبره أنه هذا حي في مأرب من الجن تسكنه قبائل عرم وأنه هو أي اليلب ملك هذا الحي‏.
في تلك الأثناء، مر بجوارهما امرأة شديدة الجمال، فأبدى الهدهاد إعجاباً كبيراً بها وقد بدا ذلك في وجهه من دون أن يتكلم، فقال له اليلب إن أردت زوجناك بها، فسأله الهدهاد، من لي بذلك، فأجابه أنا أفعل ذلك، ثم سأله ألم تعرفها؟.‏فأجابه أن لا، هذه أول مرة أراها فيها، فقال له هذه الغزالة التي أنقذتها قبل قليل من الذئب، وسنزوجها لك رداً للجميل، لكن ليس الآن، بل تذهب وتأتي بخاصة أهلك وقومك، وتأتي لنا الشهر القادم، حسبما ذكر في قصيدة للهدهاد..‏عاد الهدهاد إلى قومه، وهو مستغرب مما حدث معه، وكان في حيرةٍ من أمره، وإن كان يجب أن يخبر بما رآه وهل سيصدقونه، وأخذ في تلك الأثناء ينشد قائلاً:
"عجائب الدهر لا تفنى أوابدها
والمرء ما عاش لا يخلو من العجب
ما كنت أحسب أن الأرض يعمرها
إلا الأعاجم في الآفاق والعرب
وأضاف في قصيدته:
"وكنت أخبر بالجن الخفاة فلا أرد
أخبارهم إلا إلى الكذب
حتى رأيتُ مقاصيراً مشيدة
للـجن محفوفةَ الأبواب والحجب
يحفها والماء والزرع المحيط به
مع المواقير من نخل ومن رطب
وكل بيضاء تحكي الشمس ضاحكةً
هيفاء لفاء من موصوفة العربِ
يمضي جماد ويأتي بعده رجب
وسوف آتي على الميعاد من رجب
حتى أوافي خيار الجن من عرمٍ
عن ابن صعب وهو المعروف باليلب
نبغي لديه الذي نادى ومنّ به
من التواصل والإصهار والنسب
وبعد أن انتهى شهر جمادى، وجاء رجب جمع الهدهاد خاصة أهله وحاشيته، وتوجه إلى الوادي الذي فيه الموعد، وما إن وصل حتى رأى قصراً كبيراً محفوفاً بالنخل في الوادي خارج مدينة الجن، حسبما ذكر في كتاب "ملوك حمير وأقيال اليمن"..‏وكان على رأس الجن ملكهم اليلب، وقد استقبلوهم استقبالاً عظيماً، ووجدوا لديهم رفاهية أكبر من تلك التي كان يعيشها ملوك اليمن، وكذلك الطعام، فوجدوا حياة مختلفة.
ويقال إن الهدهاد وقومه جلسوا لثلاثة أيام في ضيافة اليلب وقومه، ثم زوجوه الحرور ابنة اليلب، وأخذها الهدهاد، ويقال إنه عاش معها إلى أن أنجبت له بلقيس التي ملكت وكانت لها القصة المذكورة أعلاه مع نبي الله سليمان.
يشار إلى أن ما ورد في هذه القصة منقول عن مصادر تاريخية، وجله قد تم ذكره في كتاب "ملوك حمير وأقيال اليمن"
ويشار إلى أن اسم بلقيس هو اسم مركب مثل حضرموت وبعلبك وهي لم تذكر في القرآن الكريم باسم بلقيس، ولكن كتب التاريخ سمتها بلقيس.
ويقال إن اسمها الحقيقي بلق وهو اسم نوع من أنواع الحجر الساطع، والقسم الآخر من اسمها يقال إنه كان اسم آلهة الشمس، ليكون المقصود بالاسم هو "وهج الشمس".
لاشك أنها من القصص الخرافية التي وردت في تاريخ ملوك اليمن قديماً.

إمام وخطيب
[email protected]
آخر الأخبار