الجمعة 27 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

مناهج التعليم السيئة هي سبب العنف في المجتمع

Time
الخميس 07 مارس 2019
View
5
السياسة
أحمد الدواس

مجتمعنا يمر بمنعطف خطير، فقبل أيام فقط قرر مجلس الوزراء دراسة أسباب تفشي عنف الشباب، وشكل لجنة من وزارات الداخلية والعدل والتربية والإعلام والأوقاف لدراسة مشكلة العنف ووضع الحلول لها.
قلنا مراراً ان الحل باختصار هو بناء المواطن الكويتي الصالح من خلال التعليم الجيد، فكما تزرع تحصد، زرع الأفكار الجيدة في المدرسة يخلق مواطناً صالحاً يحب الخير للناس ويحترم القانون، إن أنت وضعت مناهج تعليم سيئة فستحصد أفكارا وسلوكيات عنيفة، هذه خلاصة القول.
انظروا لحالنا على سبيل المثال، فالمشاعر الجميلة كالتسامح وثقافة الشكر والاعتذار تكاد تختفي من مجتمعنا، فتدخل السوق، أي سوق، فلاتسمع كلمة " شكراً "، عفواً،" من فضلك "، أنا آسف "، ونظرة واحدة من شخص لآخر تكفي لإشعال حرب ومقتل أحد الطرفين، تكتب لأحدهم رسالة جميلة فلايرد عليك، لاتسامح، طمع، حسد، كراهية الآخرين،مشاجرات في الأسواق والمخافر.
هناك 3800 مشاجرة حدثت في سنة 2018، عنف بالمدارس، مراهقات مدخنات، إسراف وتبذير وبذخ عيش، مجتمع لايقرأ، قلة عبادة، أبناء لايطيقون الحديث مع أهاليهم، اعتداء بالضرب على رجال الأمن، ويعتبر السب أكثر الجرائم في وسائل التواصل الاجتماعي، سائقة بلا لوحة لسيارتها أهانت عسكريا طبق القانون، ومواطن أحرق سيارة جاره اعتراضا على صوت الأغاني الصادرة عنه، واختطاف محام كويتي وتكبيله وضربه.
مثل هؤلاء يحتاجون لتغيير فكرهم حتى تتغير حياتهم الى الأفضل، نفس المرء مضطرب، من هنا لابد وان تنشـأ في نفسه السلوكيات العنيفة،هو بحاجة لتعديل أفكاره، ولايتم ذلك إلا بمواد دراسية تُعنى بتطوير الذات، ولتقويم سلوكه لينفع وطنه.
طريقة التفكير مهمة للغاية لأنها تثمر نتائج إما سيئة وإما طيبة، ففي أحد البلدان كانت هناك أسرة مكونة من أب له ولدان يسكنون جميعهم في غرفة واسعة، وكان الأب يتعاطى المخدرات كل يوم ويشاهد التلفزيون في معظم الأوقات، فانحرف الولد الأصغر يتبع سلوك أبيه بينما ركز الولد الأكبر على الدراسة، وبمرور الزمن قبضت الشرطة على الولد الأصغر بتهمة إحدى الجرائم، أما الولد الأكبر فقد أصبح مواطناً نافعاً لمجتمعه، ولما سُئل الابن الأكبر عن سلوكه قال" لقد اتخذت قراراً بأن أكون مختلفاً عنهما ".
من هذا المثال نرى ان الوضع في المنزل كان سيئاً بلاشك لكن " تفكير" وتعامل الأشخاص مع الوضع كان مختلفاً فأحدهم سقط في بئر الضياع بينما تغلب الابن الأكبر على العقبات والصعاب فطور نفسه ونجح، وبطبيعة الحال يتغير فكرنا من خلال القراءة، وقد ثبت، مع الأسف، ان طلبتنا أو خريجينا لايقرأون، يقول أحد الأميركيين المختصين في تطوير الذات "قد يغير حياتك إلى الأفضل أحد الأمور التالية: كتابُ تقرؤه، أو فيلم تراه، أو الشخص الذي بجانبك في الطائرة أو المخابرة الهاتفية التي تتلقاها ".
مدير جامعة أوكلاهوما في أميركا ايفيرت بايـبر كتب مقالة قيمة بصحيفة واشنطن تايمز يوم 12 نوفمبر 2018 ذكر فيها أن هتلر قال: دعني أسيطر على التعليم، وسوف أسيطر على الدولة، وتحدث المدير فقال:" ان الأفكار لها تأثير على الناس وتؤدي الى نتائج مهمة، ويبدو ان نظامنا التعليمي يركز فقط على الحصول على المعلومات بدلا من الاهتمام بالأخلاقيات، إنه يعلّم الطالب كيف يشق طريقه ليبني مستقبله لكنه لايبني شخصية الطالب وضميره، الأمر يبدأ من المدرسة، فما يتم تعليمه في صفوف المدرسة اليوم سوف تراه يُمارس غداً في ثقافتنا وشركاتنا ومحاكمنا، فقد تقرر المدرسة منهجاً وتحصد مستقبلاً شعباً أنانياً وسياسيين أنانيين، وستجد في الانتخابات البرلمانية مجموعة مرشحين كذابـين"(انتهى كلامه).
الآن وبعد خراب البصرة تأتي وزارة الأوقاف وتتبنى الفكر المعتدل، لطالما تمنينا سماع الخطب الدينية ذات الرفق واللين مع الأحاديث النبوية الشريفة التي تحبب المسلم في دينه، ولكن لأن هذه الوزارة تبنت الفكر المتشدد فكان هذه مخرجاتها، ونُحمّل وزارة التربية كذلك المسؤولية، فمن اسمها يُفترض ان تربي لنا جيلاً بأفكارٍ متقدمة لاهـدامة.
آخر الأخبار