

مناورات تحاكي هجوماً على "حزب الله" والمقاومة تستهدف مواقع الاحتلال
غوتيريش حذر من المواجهة العشوائية… وماكرون أكد تمسك فرنسا بسلامة واستقرار لبنان
بيروت ـ من عمر البردان
فيما تدل كل المؤشرات على أن انفجار الجبهة الجنوبية اللبنانية بات مسألة وقت، في ظل الاستعدادات الميدانية الإسرائيلية لتوجيه ضربة ضد "حزب الله"، لإبعاده إلى شمال نهر الليطاني، أجرى جيش الكيان الصهيوني مناورة تحاكي هجوماً على لبنان، مؤكدًا أن قواته أكثر استعدادا من أي وقت مضى لمواجهة أي تصعيد على الحدود اللبنانية، وفقا لما قاله قائد المنطقة الشمالية المشرفة على الحدود مع لبنان وسورية أوري غوردين.
وأشار غوردين إلى نشر عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود الشمالية، موضحا أن الجيش دمر الكثير من المواقع على الجانب الآخر، ويعمل على تجريد "حزب الله" من قدراته ودفعه إلى الخلف بعيدا عن الحدود.
في السياق، قصفت المدفعية الإسرائيلية، أمس، سهل مرجعيون جنوب لبنان، كما ألقى الجيش الإسرائيلي خمس قذائف دخانية على عمال في إحدى المزارع في المنطقة، وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، لم يصب أحد في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
هذا وطال القصف الإسرائيلي مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة، كذلك، استهدف القصف المدفعي أطراف طيرحرفا والجبين وشيحين. وشنّت مسيّرة إسرائيلية قبل ظهر أمس غارتين متتاليتين على أطراف بلدتي الضهيرة ويارين، فيما أغارت مسيّرة أخرى على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى احتراق المنزل. وعلى الأثر، توجهت فرق الإطفاء إلى المكان للسيطرة على الحريق. ولم يبلغ عن خسائر بشرية.
وفيما نعى "حزب الله" في بيان أحد عناصره في جنوب لبنان، أعلن عن تنفيذ خمس عمليات ضد مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين، استهدفت إحداها تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع الراهب.
سياسيا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الحل في غزة سيسمح بتخفيف التصعيد في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، معربا لقناة " سي إن إن" الأميركية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، عن القلق بشأن لبنان، قائلا "لا يمكن أن يكون لبنان غزة جديدة"، مشيرا إلى وجود جهودا جدية من جانب الحكومة اللبنانية والولايات المتحدة وأطراف أخرى للجم الاوضاع وتجنب المواجهة العشوائية في لبنان التي ان حدثت ستؤدي إلى خراب البلاد وفق تعبيره.
من جهته، شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على الاهمية التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها بلاده بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب. وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس، في قصر الاليزيه، إن باريس سعت منذ البداية على تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق "حزب الله" بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان.
واضاف ماكرون، ان فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقامت منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملت كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من
احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه.
وذكّر ماكرون، بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً: نحن متمسّكون مع الامم المتحدة بمهام القوة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد".
على صعيد آخر، تسود حالة من الغضب العارم أهالي ضحايا شهداء انفجار مرفأ بيروت،
بعدما رأت النيابة العامة التمييزية أن مذكرات التوقيف التي أصدرها المحقق العدلي في قضية المرفأ لم تكن قانونية، لذلك، قرر المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان وقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، التي أصدرها القاضي طارق البيطار في السادس عشر من أيلول 2021، بعد تغيب المستدعى عن جلسة استجوابه ورفضه المثول أمام البيطار.