"منزل مبارك" عن قضية الإسكان وحلم اقتناء بيت

كتب - مفرح حجاب:

يقدم الفنان محمد عاشور ومجموعة من الفنانين بينهم شملان المجيبل، مشعل العيدان، أحمد عاشور مسرحية "منزل مبارك" على مسرح المرحوم ناصر الخرافي في الجمعية الثقافية بميدان حولي، بالتزامن مع الإحتفالات الوطنية وحتى الآن، وهي ضمن النشاط الثقافي والإجتماعي والفني للجمعية، والمسرحية من تأليف صلاح عباس وإخراج محمد الحملي، وتعد من الأعمال التي تناقش قضية اجتماعية هادفة.
تدور أحداث مسرحية "منزل مبارك" حول مواطن يعاني مشكلة الحصول على منزل من الإسكان، وتبدأ قصة "مبارك عبدالغفور" منذ أن ارتدى بشت العرس ومعاناته من الإيجارات وغلاء الحياة مرورا بذهابه إلى الجهات الرسمية من أجل الحصول على المنزل والبيروقراطية التي يواجهها حتى وصوله إلى بعض مرشحي الإنتخابات الذين يكيلون له الوعود الوهمية دون أي نتيجة تذكر، إلى أن يقرر الذهاب إلى مجلس الأمة ويقوم بعمل شيء معين ويصبح "ترند" وتنهال عليه العروض من الشركات والشخصيات لحل مشكلته الإسكانية في أسرع وقت ممكن.
رغم أن العرض المسرحي يناقش مشكلة حقيقية واقعية وتحمل في مضمونها الجدية الا انه حمل كما كبيرا من الكوميديا الهادفة من خلال "الكركترات"، التي قدمها نجوم العمل في إطار حبكة درامية كوميدية متقنة، وفي ظل عدم وجود استعراض أو تعبير حركي في المسرحية الا أن فكرة العرض تصل إلى المتلقي بسهولة نظرا للحبكة المسرحية التي ربطت الأحداث جميعها من خلال الشخصيات التي ظهرت على خشبة المسرح، كذلك لم تكن رسالة المسرحية فيها إسقاط على معاناة المواطن في الحصول على منزل فقط، ولكن أيضا على ما تفعله منصات "السوشيال ميديا" وكأن المواطن يحتاج إلى أن يصبح "ترند الميديا" من أجل تحقيق أحلامه، بالإضافة إلى كشف أبعاد ما تفعله وسائل التواصل والإنقلاب في حياة الكثير من الناس. يبقى أمر مهم جدا وهو إيمان الفنانين الذين شاركوا في العرض بأبعاد القضية المطروحة والمساهمة في تقديمها للجمهور في توقيت قد يكون فيه صعوبة، خصوصا بعد الانتهاء من الإجراءات الاحترازية لفيروس "كورونا".
يرى الفنان محمد عاشور، أن مسرحية "منزل مبارك" تقدم نموذج لمعاناة مواطن يرغب في الحصول على منزل ومواجهته الكثير من الروتين والتعب، فضلا عن تقديم الجانب الاجتماعي لهذا المواطن وطريقة حياته ومحاولة البحث عمن يأخذ بيده سواء مرشح أو نائب في مجلس الأمة وفي النهاية تحدث له أمور كان من الصعب أن يصدقها أحد، مشيرا إلى أنه شارك في العرض ردا لجميل الجمعية، التي كان يقدم فيها الكثير من الأعمال الفنية قبل أن يشتهر أو يتخرج من معهد الفنون المسرحية بسنوات.
عن غياب العنصر النسائي في العرض المسرحي، قال عاشور: أؤمن تماما بدور المرأة في الأعمال الفنية وقد عرض لي أخيرا مسلسل "دار غريب" الذي انتجته وكذلك مسرحية "سطو مسلح" مع الفنان داود حسين وشارك في هذين العملين كم كبير من الممثلات، لكن في هذا العرض احترمت وجهة نظر المخرج وكذلك الجهة المنتجة، لافتا إلى أنه تحدث عن هذا الأمر بداية العمل.
من جهته ذكر الفنان شملان المجيبل، انه يقدم في المسرحية مجموعة "كركترات" تحمل العديد من الرسائل في اطار كوميدي، لافتا إلى أن المسرحية أجمل ما فيها الحكاية التي تلفت انتباه المتفرج منذ المشهد الأول.
بينما اعتبر الفنان أحمد عاشور، ان المشاركة في المسرحية فرصة كبيرة، خصوصا مع النجوم المشاركين فيها أمثال محمد عاشور وشملان المجيبل ومشعل العيدان من أجل التعلم منهم، منوها إلى أن القضية التي تناقشها المسرحية تستحق الاهتمام بالرغم من كم الكوميديا الموجود فيها.