منوعات
منظمات حقوقية تتضامن مع "مشروع ليلى"
السبت 03 أغسطس 2019
5
السياسة
دعت منظمات حقوقية لبنانية ودولية القضاء اللبناني إلى التحرك ضد من ساهم في إلغاء حفل فرقة "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية، باعتباره تضييقا للحريات.وعقد الجمعة اجتماعا شارك فيه ممثلون عن منظمات حقوقية لبنانية ودولية، لمتابعة أزمة إلغاء الحفل، تحت عنوان "أول حقوق الإنسان، مكافحة اللا تسامح والكراهية".ودعا المجتمعون القضاء اللبناني إلى التحرك فورا لأن "أي تقاعس في سوق المحرضين إلى العدالة ومحاكمتهم وفق القانون، هو تغافل غير مسبوق عن الآثار السلبية والخطيرة لخطاب الكراهية والعنف واللا تسامح، ويقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة والسلم الأهلي، ويمكن أن يرسي أساسا للعنف". وقالت هلا بجاني، العضوة في جمعية "كلنا إرادة": "هناك 11 منظمة حقوقية وسياسية وثقافية قدمت اخبارا لدى النائب العام التمييزي بالإنابة عماد قبلان، بخصوص الاعتداءات المرتكبة ضد فرقة مشروع ليلى وما تمثله".ووصفت منع الحفل بأنه سابقة "على درجة عالية من الخطورة"، موضحة: شهدنا، للمرة الأولى، ظاهرة إهدار الدم لأسباب عقائدية".ورأت الباحثة سحر مندور من منظمة العفو الدولية أن "قضية مشروع ليلى أظهرت مؤشرات خطيرة.. على أن النظام السياسي في لبنان لم يُفعل إدارات الدولة في شؤون المجتمع.. إن كان في سياق المنع أو في سياق الحريات العامة في لبنان".وألغت إدارة مهرجانات بيبلوس الدولية في مدينة جبيل الأثرية، حفل "مشروع ليلى" الذي كان مقررا في التاسع من أغسطس الجاري بعد أن أثارت مشاركة الفرقة جدلا واسعا في لبنان، حيث واجهت اتهامات بالإساءة للديانة المسيحية والمساس بالمقدسات الدينية والتجديف، فشجبت مطرانية جبيل المارونية "أهداف الفرقة ومضمون الأغنيات التي تؤديها". وفي هذا قال رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم ان القضية بدأت عندما تناولت مجموعة كبيرة من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي الموضوع من خلال حملة أثارت انتباه المركز، الذي لم يكن على دراية بمضمون أغنيات الفرقة وخلفياتها.وتابع "شعرنا بوجود مشكلة حقيقية انطلاقاً من ردود فعل الناس حيال استضافة جبيل لهذه الفرقة. ولم يكن من الممكن أن نقف من دون التدقيق بحقيقة الموضوع وتفاصيله. بعد التدقيق، عرفنا أن الفرقة تشجع، من خلال أغانيها، على المثلية الجنسية. وهذا لم نتدخل فيه باعتباره موضوعاً لا يعنينا ويمكن للدولة أن تتابعه. في المقابل، بعد التدقيق في الأغنيات تبين أنها تحمل آيات وعبارات من الإنجيل مما أثار غضب الناس، الذين حمّلوا الكنيسة المسؤولية، مطالبين بالتدخل لوقف ذلك".وفيما يؤكد الأب أبو كسم احترام الكنيسة للحريات، شدد على الرفض التام لكل ما يمكن أن يمس الشعائر الدينية، معتبراً أن ذلك خرج عن إطار الحرية وأصبح تعدياً على الغير وعلى الديانات.وأضاف: كل إنسان حر بإيمانه وبمعتقداته الدينية، لكن ما من أحد يُعتبر حراً في التعدي على الدين وفي إهانته. فهذا لا يُسمّى حرية. كما أوضح أبو كسم الالتزام التام بالبيان الذي أصدرته مطرانية جبيل والتي وضعت السقف لهذا الموضوع.وردت الفرقة التي نالت شهرة عالمية على منتقديها عند بدء المطالبة بإيقاف حفلتها، في بيان نشرته صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول إن أعضاءها "من طوائف ومناطق وديانات مختلفة في بلد تكثر فيه مشاريع اللون الواحد". وعبرت الفرقة عن أسفها تجاه أي شخص استشعر مساساً بمعتقداته في أي من أغانيها، وأكدت أن القصد من أعمالها ليس المساس بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المس حصل "نتيجة حملات تلفيقية وتشهيرية واتهامات باطلة". وأشارت إلى أن "المعاني التي يحملها العمل الفني غالبا ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، خصوصا إذا نزعت من سياقها". كما أكدت أيضاً على احترامها للأديان ورموزها كافة، مع الإشارة إلى أن ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي نشروا أغنية "ابن الليل" للفرقة وتدوينات لمغني الفرقة الرئيس حامد سنّو ورابط مقال تضمن إساءة إلى أحد الرموز الدينية بهدف الدعوة إلى مقاطعة الحفل، وبعد إلغاء الحفل التزمت "مشروع ليلى" الصمت من دون تعليقات أخرى.