* أهتم بالعالم الآخر والجان والغيبيات ولعنة الموتى لما سمعته من قصص السحر والقبور* تراودني أحلام مزعجة وقت الكتابة ورسالتي في "لعنة الضريح" ضرورة التوجه إلى الله * "متجر العجائز" مزيج من الرعب والرومانسية القاتلة والخيال والواقع وأتعجب أحياناً مما كتبت * كُتّاب الرعب مختلفون عن الأدباء لما مروا به من تجارب ويراهم كثيرون شخصيات غريبةالقاهرة ـ ايمان مهران:الأديبة منى حارس، تعد من الأقلام النسائية القليلة التي تكتب فى أدب الرعب، لما يحمله من أحداث متسارعة، وتشويق،ومتعة للقارئ، حتى احتل مكانة مرموقة في عالم الأدب، شاهدت أحداثا غريبة، وعايشت أحلاما مرعبة فقررت الكتابة عنها ونقلها للقارئ لمشاركتها، فكتبت "لعنه الضريح، وقسم سليمان، ورسائل من الجحيم، وقرين الظلام، ولعنه الأرواح، ومتجر العجائز، ونحن نعرف ما يخيفك".الكاتبة منى التي لقبت بـ"أميرة الرعب"أكدت في حديث لـ"السياسة" أن أدب الرعب نال فى الآونة الأخيرة اهتمام شريحة كبيرة من القراء، لما فيه من إثارة، وغموض، وتشويق، فيشعر القارئ بالمتعة، والإثارة، لافتة إلى أنها تتأثر بالشخصية جدا، وأحيانا تحلم بها وأن معظم قصص الرعب الخيالية تعتبر هروبا من الحياة، والواقع المؤلم، وفيما يلي التفاصيل:لماذا اتجهت إلى الكتابة فى أدب الرعب رغم دراستك الطبية؟كنت أريد تقديم نوع من أدب الرعب المختلف، الذي يفيد القارئ ويمتعه في الوقت نفسه بعيدا عن الإسفاف.هل تركت مهنة الطب؟لم أترك مهنتي، فما زلت أعمل طبيبة بيطرية، وأعشق الحيوانات والتعامل معها.من الكُتاب الذين تأثرت بهم؟تأثرت منذ الصغر بالدكتور أحمد خالد توفيق، قصص ما وراء الطبيعة وسفاري، ومن الكتاب الأجانب تأثرت بأجاثا كريستي، ودان براون، وإدجارالآنبو.هل يوجد أنواع للرعب؟نعم، أنواع كثيرة، منها الرعب النفسي، القوطي، الدموي، الخيالي،الفانتازيا، الجريمة، البوليسي وجرائم القتل، رعب الجن،الاشباح، والعفاريت، الديني، أكثرها رعبا "الرعب الواقعي"، فالقصص التي نسمع عنها تشيب شعر الرأس من قسوتها.لماذا ينال أدب الرعب فى الآونة الأخيرة اهتمام شريحة كبيرة من القراء؟لما فيه من إثارة،غموض، وتشويق، فيشعر القارئ بالمتعة،الإثارة،والخوف.هل يعتبر هروبا من الواقع لبعض القراء؟معظم قصص الرعب الخيالية تعتبر هروبا من الحياة، والواقع المؤلم، وما فيه من عدم رضا للكثير من الأمور، والحياة داخل مغامرة لوقت قصير تجربة جديدة تثير الخيال.هرمون الأدرينالينلماذا يدمن البعض قراءة قصص الرعب والإثارة؟بسبب حب المغامرة والإثارة التي تسببه لهم، اذ يفرز هرمون الأدرنالين، اثناء القراءة، مما ينشط الدورة الدموية، ويجعل الجهاز العصبي مثارا ومتحفزا لأي شيء، إنه نوع من أنواع المنشطات للجهاز العصبي.ما موقع هذا النوع فى عالم الأدب؟أدب الرعب من قديم الزمن له قراء على مستوى العالم تحبه، وتقدره، وتحترمه، وله أهميه خاصة لديهم. هل كُتابه مختلفون عن باقي الأدباء؟ربما ما يميزهم ويجعلهم مختلفين ما مروا به من تجارب بالحياة مرعبة،غريبة وخارقة للطبيعة، جعلتهم يتوجهون لكتابته فى محاولة لفهم ما يحدث معهم، ربما لأنهم يحبون الرعب فأحبهم الرعب أيضا وأخذ يبحث عنهم، كما قالت لي عمتي يوما " من أحبه شيء بحث عنه ولم يبحث هو عنه".ما أحوالك اثناء الكتابة؟لا يوجد نظام محدد للكتابة، عندما تستهويني فكرة أو يلفت نظري موقف أو شخص معين، أخرج قلمي وأبدأ في الكتابة في أي وقت وأي مكان.هل تتأثرين بشخصيات وأحداث رواياتك؟وقت الكتابة أتأثر بالشخصية جدا،أحيانا أحلم بها، لأننى أتخيل الأبطال وحواراتهم،كأنني انقلها ولست من ألفها، بعد الانتهاء من الكتابة، لا أتذكر شيئا، عندما أراجع الكتاب اتعجب مما كتبت أحيانا ولا أتذكر متى كتبته.من أين تستقين أفكارك؟الأفكار كلها تقريبا من مواقف وأشخاص أقابلهم بالحياة، يجذبني فيهم شيء ما فأبدأ الكتابة عنهم، حتى الأسماء معظمها لأشخاص قابلتهم يوما قبل كتابة الرواية، أشعر أنها رسالة ولابد من الكتابة عنها.ما صفات كتاب أدب الرعب؟يمتلكون الشجاعة والجرأة، لا يخافون من شيء بالحياة، لذلك يقحمون أنفسهم في أمور غريبة لا تخصهم فيراهم كثيرون شخصيات غريبة ومختلفة عن المحيطين بهم.ما الاختلاف بين حياة الأديب العادى وكاتب أدب الرعب؟كاتب الرعب تقابله مواقف رعب حقيقية وتجارب واقعية، تشكل جزءا كبيرا من حياته واهتماماته، فالرعب يبحث عنه أينما ذهب، سيتعرض لمواقف غير مفهومة بلا تفسير، عكس الكاتب العادي فالحياة لديه روتينية.هل تراودك أحلام مزعجة أو مطاردة من أبطال رواياتك؟أحيانا تراودنى أحلام مزعجة وقت الكتابة، ففي رواية "قرين الظلام"، كنت أتحدث عن الظلال كقرين للبشر، بعدها كنت أنظر لظلي لفترات طويلة لأتأكد من وجودهكيف تختارين عنوان الرواية؟كل رواية تعبر عن مضمونها، كل اسم لرواية اختاره قبل الكتابة، نادرا ما أغيره.هل أحداث رواياتك واقعية؟كثير من القصص حقيقية وحدثت بالفعل مع أشخاص بالقرب منى أو مواقف رأيتها،جذبتني أو جذبني شيء فيها، فأعتبرها رسالة وإشارة فأبدأ بالكتابة.ما رسالتك من رواية "لعنه الضريح"؟أن الانسان يمكنه بالقرآن الكريم التغلب على أي شيطان وأي جن، كلام الله تعالى خير حافظ للإنسان.ما أسرار لعنه الضريح أثناء استعادة الأب لابنته فى العالم السفلي؟"اينور" طفلة قابلتها في الواقع،بنفس الاسم والمواصفات، اختفت بعدما ألهمتني كتابة الرواية، لا أعرف أين ذهبت في الحقيقة، فالأب كان يبحث عن الحقيقة ومن هى تلك الفتاة التي تسكن معه بالمنزل،هل هي ابنته حقا أم فتاة أخرى، سيكتشف أنها لم تكن ابنته عندما يذهب في رحلته للعالم الآخر، العالم السفلي للشياطين للمعرفة.هل قصدت أن تكون فكرة رواية "متجر العجائ " مختلفة في مضمونها؟إنها مزيج من الرعب والرومانسية القاتله، والخيال والواقع، الذي يصعب تحقيق الكثير منه، فالفكرة مترابطة مع المضمون، فمن منا لا يريد تحقيق أحلامه بسهولة ويسر، بلا تعب ولا مجهود، من منا لا يتمنى أن يكون لديه مرآة ليعبر بها إلى مكان آخر ويحقق ما يريد بلا تعب ومجهود.ما نوع الشر الذى يكمن فى رواية "المرايا السوداء والنساء الأربعة "؟المرايا كانت لأحد العرافين القدامى وكانت تحقق الأحلام، كانت النساء الثلاثة ملعونات بلعنة المرآة وعليهن حراستها فحياتهن كانت مرتبطة بالمرآة فالمصير واحد.كيف يمكن أن يكون الميراث سببا فى شقاء الأخوة؟عندما يكون الميراث ميراث دم، يكون لعنة يتوارثها الأخوة،وقسم لجني قام الجد الأكبر بتحضيره، لكنه لم يستطع أذيته فتوعد الجني كل افراد العائلة بالعذاب، فورثت العائلة ميراث الجد من اللعنة، ناقشت ذلك فى روايتى "قسم سليمان".لماذا جعلت القارئ يتعاطف مع الأخت التوأم ناردين رغم حقدها وطمعها؟لأنها إنسانه وبشر، سيطر الجني عليها وأبعدها عن طريق الله والهداية، جعلها تفعل ما فعلت، فمن منا لا يخطئ فى الحياة، من منا لا يركض وراء شهواته الحياتية، من منا لا يطمع فى حياة أفضل، جميعنا بشر ولسنا ملائكة ترفرف في السماء بجناحين.كيف ولدت فكرة شخصيتي نرمين وناردين؟البداية كانت حلم بطفلتين توأم، في اليوم التالي أتت لي سيدة ومعها طفلتان توأم،كان زوجها متوفيا،حكت لي قصتها ومعاناتها لتربيه الفتاتين، وجدت نفسي أكتب القصة وبدأتها بحلم.قرين الظلامهل الظل له علاقة بالقرين؟اسميت الرواية "قرين الظلام"، لأن الظل لا يظهر سوى في الظلام،يتراقص على الجدار على ضوء شمعة مشتعلة، يقولون أن الظل هو قرين الإنسان وتابعة.هل رواية "رسائل من الجحيم" تعبر عن مضمونها؟عندما قامت البطلة بإرسال رسائل لأصدقائها بعدما اوقعوها بمقلب أدى لموتها، أرى أنها معبرة لأنها انتقمت بطريقتهم نفسها، قامت بعمل مقلب وخدعتهم كما خدعوها،لكن مقلبها كان أقوى وأشد،لأنها قامت بالمقلب وهي ميتة،هنا تكمن القوة، فالحياة لا تنتهي بموت الإنسان بل تبدأ عند البعض.ما الصعوبات التى واجهتك في كتابتها؟تعتبر من أكثر الروايات التي كانت ترفض النشر، لأكثر من ثلاث سنوات، كنت أكتبها، لكن هناك من يمسحها من جهاز الكومبيوتر ويخرب حروفها، كلما حاولت تعديلها كان يوجد من يخربه، كنت أعتقد انه عيب فى برنامج الوورد، فتركتها كما هي حتى ظهرت لي قطة، تحدثت عنها في الرواية بالمواصفات نفسها وعينها المخلوعة، ذكرتني بالرواية فجعلتني أحاول ارسالها لدار نشر، كنت أراها إشارة،فعلا أرسلت الملف، وتم تعديله، ونشرت الرواية.لماذا تهتمين فى مؤلفاتك بالعالم الآخر وعالم الغيبيات والجان ولعنه الموتى؟لأن هذا النوع جذبني بشدة، كما أن الكثير من القصص التي أسمعها من بلدان عربية كثيرة عن الجان،السحر،والقبور، جعلتني أنجذب أكثر لتلك الأشياء، كما اريد تقديم شيء مختلف وفي الوقت نفسه يكون نافعا للناس.لماذا لم يحتل المكان والزمان الاهتمام نفسه؟الجان موجود في زمننا، كما كان موجود في أزمنة أخرى،مذكور بالقرآن الكريم، علينا معرفة كيف نواجهه ونتغلب عليه، حتى لا يؤذينا،هذا ما أحاول فعله.هل تستعينين بمراجع في كتاباتك؟أستعين بالكتب التي تدعم فكرتي وتؤكدها، احتراما لعقلية القارئ،في نهاية كل عمل انهيه بكتابة بحث مختصر عن موضوع الرواية، "الجان، الأشباح، الزومبي"، ليستفيد منه القارئ.
