السبت 05 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الثقافية

منير العتيبي يتتبّع... مسيرة النهضة الثقافية الكويتيّة خلال قرن

Time
الثلاثاء 27 يونيو 2023
View
11
السياسة
جمال بخيت

يستعد الباحث الكويتي منير العتيبي، لإصدار كتاب "النهضة الثقافية في الكويت: مسيرة قرن (1900-2000)، والذي يتناول فيه جذور الثقافة واسهامات رجالها، خلال حقية ثرية من الابداعات التي رسمت خريطة الحياة الثقافية في الكويت خلال قرن من الزمان.
يقول العتيبي في تقديمه للكتاب: "في سفر التاريخ تضرب الكويت بجذورها العميقة، الكويت الأرض والمكان والإنسان، حاضرة من قديم الزمن، ذكرها كتّاب التاريخ، والشعراء في أشعارهم، لا سيما شعراء العصر الجاهلي، ومن أبرزهم امرؤ القيس، تارة تحت مسمى كاظمة، وتارة تحت مسمى القرين، وأخرى تذكر الجزر الكويتية وفي مقدمتها فيلكا".
ويضيف: "لكننا في هذه الدراسة لا نوثق لوجود الكويت، ولا ننقب عن جذورها، فتلك صناعة كتّاب التاريخ، لكننا نؤصل للحالة الثقافية، التي واكبت نشأة الكويت منذ بدايتها الأولى، وكانت حالة فريدة في محيطها الخليجي والعربي".
وتابع: "لقد حبا الله الكويت، رجالاً لم يكن همهم جمع حطام الدنيا رغم شظف العيش آنذاك، لكنهم كانوا مولعين بالثقافة والفكر، وتغذية العقل والروح؛ ولعل طبيعة الأرض، والموقع، والسكان، والنظام السياسي ساهمت في جذب الكويتيين إلى غرام الثقافة والفكر منذ القدم، فغدا كل واحد منهم –لاسيما الرعيل الأول- عين تقرأ، وقلم يخط، وأفهام تستنبط، كل ذلك جنباً إلى جنب، وسواعدهم تبني وتعمر وفق ما لديهم من إمكانيات، في أسمى معاني الانتماء والولاء والعزيمة والصبر والتمسك بتراب الوطن حتى استحال تبراً في أيديهم".
وأوضح المؤلف أن الدراسة وقفت في هذه على عدد من الدراسات، التي تناولت الثقافة في الكويت؛ لتشكيل رؤية تفيد هذه الدراسة، مثل: كتاب (الثقافة في الكويت "بواكير، اتجاهات، ريادات" لـ خليفة الوقيان)، وكتاب (الحركة الأدبية والفكرية في الكويت، لـ محمد حسن عبدالله)، وكتاب (إسهامات الكويت في الثقافة العربية 1950-2000، لـ شفيع أحمد هاشم الندوي)، وكتاب( تاريخ الكويت، عبدالعزيز الرشيد)، فضلاً عن الكثير من إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية".
وقال: "من هنا يصعب تقسيم مراحل الثقافة في الكويت، فهناك من يرجعها إلى ما قبل النفط وما بعده، ومنهم من يراها ما قبل الاستقلال وما بعده؛ إلا أننا في تقسيمنا الذي ارتضيناه نسير وفق أحداث مرت بها الحركة الثقافية في دولة الكويت من رجال أثروها، أو من شواهد ظلت موجودة توثق تاريخها، وأُخِذتْ تلك الشواهد لتكون علامات ودلائل على مراحل تطور الثقافة في الكويت؛ فقسمت هذه الدراسة من منظور تاريخي*(المنظور التاريخي أو المنهج التاريخي يعني بالظاهرة الفنية في نموها الفني من خلال التفاعل مع المؤثرات الزمنية مرحلة بعد مرحلة)، يستقرئ تاريخياً القرن العشرين بدءاً من العام 1900 وحتى العام 2000".
وبالتالي جاءت هذه الدراسة، في ثلاثة فصول، الفصل الأول، يتكون من مبحثين، المبحث الأول يتناول، الموقع والنشأة الثقافية ودور الديوانيات الثقافية في بدء الحراك الثقافي، والرزنامات البحرية، ثم رجال لهم بصمات ثقافية حازوا قصب السبق في تأسيس النهضة الثقافية في الكويت، والمبحث الثاني ينقسم إلى ثلاثة، أولاً: البصمات الأولى، التي بدأت من 1900-1940، ثانياً: الإنتاج والازدهار، التي بدأت من 1940-1960، ثالثاً: التنظيم والنهضة، التي بدأت من 1960-2000، حيث يوضح هذا المبحث بداية إشراقة شمس الثقافة في الكويت، مبيناً أن رجال هذه الفترة حملوا لواء النهضة بسواعد التغيير والتجديد، فقد هيمنت الثقافة على حياتهم اليومية وانشغلوا بها، فاتجهوا إلى الكتابة والتأليف، وما إن استقامت أقلامهم وغزُر إبداعهم، حتى اتجهوا إلى إصدار الصحف والمجلات، ثم إنشاء المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية، وكان من نتائج هذه الحركة الناهضة أيضاً إنشاء مدرستي المباركية والأحمدية، والمكتبات الأهلية والتجارية، وإرسال البعثات الدراسية، والانتخاب لأول مجلس تشريعي "مجلس الأمة" في الكويت، حتى جاء عهد الاستقلال مطلع ستينيات القرن الماضي، فازدهرت الدولة، وبدت معها الثقافة الكويتية تسطع في الضحى، وجاد أدباؤها وكتّابها إبداعاً غزيراً في جميع ميادين التأليف والفكر والأدب، من هنا شهدت الحركة الثقافية تطوراً كبيراً، تنظيماً وإنتاجاً، وشقت طريقها نحو الريادة والإبداع.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان "الأدب والفنون" متضمناً مبحثين، البحث الأول تناولت فيه فنون الأدب؛ الشعر، والسرد من "قصة ورواية"، والمقالة، ثم المبحث الثاني تناولت فيه الفنون، المسرح، والفن التشكيلي، والسينما، والموسيقى والغناء. متناولاً في هذا الفصل البدايات والأوائل والتطور.
وجاء الفصل الثالث من الدراسة متضمناً مبحثين، الأول تناولت فيه المؤسسات الحكومية الثقافية، وهي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومركز الدراسات والبحوث الكويتية، ومؤسسة النشر العلمي في جامعة الكويت، أما البحث الثاني فتناولت فيه المؤسسات الأهلية الثقافية، فقد أوردت فيه أربع مؤسسات هي: رابطة الأدباء الكويتيين، ومؤسسة دار سعاد الصباح، ومؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتطرقت في جميع هذه المؤسسات إلى ظروف النشأة، وأهدافها والمهام المنوطة بها، والإصدارات التي تصدر عنها، والأنشطة الدورية والفعاليات التي تنظمها.

"الموضوع الأخير الذي كتبه الزميل الراحل جمال بخيت رحمه الله".
آخر الأخبار