لندن- "بي بي سي": من المقرر أن يصدر ألبوم الموسيقار الإيراني المعارض مهدي رجبيان، فيما يواجه السجن بسبب تأليفه الموسيقى والأغاني، بعد أن أمضى عامين في السجن، بما في ذلك فترة من الحبس الانفرادي والإضراب عن الطعام، لإصداره أغانٍ لم توافق عليها السلطات الإيرانية، لكن ذلك لم يردعه عن تأليف ونشر الموسيقى، وقال الى" بي بي سي نيوز" امس: "لن أتراجع ولن أفرض رقابة على نفسي".وكان رجبيان يعمل بالخفاء في قبو منزله في مدينة ساري (شمال إيران) لإصدار ألبومه الجديد، وعندما أعلن نيته العمل مع مطربتين العام الماضي، تم توقيفه وتقديمه إلى المحكمة، واتهمه قاض بأنه "يشجع على الدعارة".وبعد الإفراج عنه بكفالة، استمر في التسجيل، رغم تهديده بالسجن، وقال: "اليوم، اكتمل الألبوم، وقد يعيدون اتهامي، لا يمكن التكهن بذلك حقاً، لكنني لن أتراجع". واضاف: "إنه أمر مثير للسخرية أن نتحدث عن حظر الموسيقى في يومنا وعصرنا هذا". وبدأت محنة رجبيان في عام 2013 عندما داهم الحرس الثوري مكتبه وأغلق استوديو التسجيل الخاص به وصادر جميع أقراصه الصلبة.وكان في ذلك الوقت يدير شركة تسجيل تدافع عن الموسيقيات، وكان يعد ألبوماً موسيقياً عنوانه "تاريخ إيران" تؤدي فيه آلة القيثارة الدور الرئيسي وتناول الألبوم "عبثية" الحرب العراقية- الإيرانية، ولاحقا زُج به في السجن بتهمة توزيع "موسيقى محظورة وقصائد كلماتها ومضامينها مسيئة للسلطات الإيرانية أو لدين البلاد".
ويقول رجبيان إنه أمضى 90 يوماً في الحبس الانفرادي معصوب العينين ولم يشاهد ما كان يجري حوله، لكن أُفرج عنه بكفالة في نهاية المطاف، وفي عام 2015 اعتقل مرة أخرى، وهذه المرة مع شقيقه المخرج حسين رجبيان وحُكم عليه بالسجن ست سنوات، بعد محاكمة استمرت ثلاث دقائق فقط.واحتجاجاً على ذلك، أضرب الأخوان عن الطعام لمدة 40 يوماً. ويقول رجبيان إنه فقد 15 كيلوغراماً من وزنه وتقيأ دماً، بينما تسبب الإضراب عن الطعام في تورم مفاصله، ما حرمه من إمكانية عزف الموسيقى بنفسه. وفي حين أن موسيقى رجبيان لا يمكن سماعها في وطنه، فإنه يأمل أن يتقبلها الناس في أماكن أخرى وتتفاعل مع رسائل التعاطف والقوة التي تحملها في طياتها.وقال: "يمكنني أن أقول للعالم إنه لا توجد قوة ديكتاتورية يمكنها إيقاف الموسيقى".