الدولية
مواجهات شعبية مع "طالبان": قتلى في جلال آباد وتظاهرة نسائية في كابول
الخميس 19 أغسطس 2021
5
السياسة
كابول، عواصم- وكالات: على الرغم من الوعود التي أطلقتها حركة طالبان بخصوص الأوضاع الداخلية في أفغانستان، ومحاولة طمئنة المجتمع الدولي بالتسامح مع من حاربها، بدأت، أمس، أول المواجهات الدامية، بين الشعب الأفغاني و"طالبان"، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى. أظهرت فيديوهات "مروعة"، إطلاق النار من قبل مقاتلي حركة طالبان، وسط مجموعة من المتظاهرين، ما أدى لسقوط قتلى بين المواطنين، في أولى أيام "المواجهة".وأظهرت فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظاهر عدد من الأفغان في مدينة جلال أباد، ورفعهم العلم الأفغاني.وبعدها سمع صوت إطلاق نار كثيف، وظهر عدد من مقاتلي طالبان وهم يفرقون الحشد بإطلاق النار.وأشارت مصادر عدة، بالإضافة لشهود عيان، إلى وقوع 3 ضحايا على الأقل حتى الآن، خلال المواجهات بين المواطنين ومقاتلي طالبان.وفي سياق متصل، أكد مسؤول أمني في حلف الناتو إصابة 17 شخصا على الأقل، أمس، جراء حادثة تدافع وقعت عند أبواب مطار العاصمة.وأشار المسؤول، إلى أن الحادث حصل عند إحدى بوابات المطار، مضيفا أن طلبا وجه إلى المدنيين الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، ليمتنعوا عن التجمع حول المطار ما لم يكن بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة. وقال المسؤول إنه ليس على دراية بأي تقارير عن ممارسة مسلحي "طالبان" أعمال عنف خارج مطار كابول.وفي الوقت نفسه، أظهرت مقاطع فيديو من وادي بنجشير شمال كابول، معقل ميليشيات التحالف الشمالي المتحالفة مع الولايات المتحدة ضد طالبان في عام 2001، تجمعا لشخصيات معارضة هناك.وخرجت مظاهرة نسائية، أمس، في كابول للمرة الأولى منذ سيطرة طالبان على المدينة والبلاد، ورددت المتظاهرات أمام مسلحي الحركة، هتافات تطالب بالحصول على حقوقهن في التعليم والعمل في مختلف القطاعات.كما أقدمت الحركة على نسف تمثال لأحد خصومها البارزين في تسعينيات القرن الماضي.ونسفت "طالبان" تمثال زعيم ميليشيا شيعية قاتلهم خلال الحرب الأهلية في أفغانستان في التسعينيات، وفقا لصور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أمس.والتمثال يعود لعبد العلي مزاري، زعيم ميليشيا الذي قتلته "طالبان" عام 1996، عندما انتزع مقاتلوها السلطة من أمراء الحرب المتنافسين. وأصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و19 دولة أخرى بيانا، أمس، يدعو من يتولون السلطة في أفغانستان لضمان حماية النساء والفتيات مع تصاعد المخاوف من انتزاع ما حققنه من مكاسب حقوقية بعد سيطرة طالبان على البلاد.وقالت مجموعة الدول في بيان "نشعر بقلق بالغ إزاء النساء والفتيات في أفغانستان، حقهن في التعليم والعمل وحرية الحركة".وأضافت "مستعدون في المجتمع الدولي لإمدادهن بمساعدات إنسانية وبالدعم لضمان سماع أصواتهن".وقال مسؤول غربي لوكالة "رويترز"، أمس، إنه تم إجلاء حوالي 5000 من الديبلوماسيين وموظفي الأمن والإغاثة والمواطنين الأفغان من العاصمة كابول في الساعات الـ24 الماضية.وأضاف أن عمليات الإجلاء بالطائرات العسكرية ستستمر على مدار الساعة، موضحاً أن إنهاء الفوضى خارج المطار يمثل تحدياً.ونقلت "رويترز" عن المسؤول الغربي قوله: "لا أحد مخولا له التعامل مع الفوضى خارج مطار كابول" حيث يتجمع مئات الأشخاص على أمل الهروب من أفغانستان بينما سيطرت حركة طالبان على العاصمة.كما نقلت الوكالة عن مسؤول أميركي تأكيده أن "4500 جندي يتواجدون الآن في مطار كابول".وفي وقت سابق، من أمس، كان مسؤول في طالبان قد أكد أن أعضاء من طالبان سيشاركون في "حوار سلمي مع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين لضمان شعورهم بالأمان".وقال المسؤول في طالبان لـ"رويترز" إن "قادة الحركة سيظهرون أنفسهم للعالم"، على النقيض مما كان الحال عليه الوضع قبل 20 عاماً عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.واضاف المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه: "بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخف أو سرية".وقدمت حركة طالبان عرض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم "مختلف" لأفغانستان عما كان عليه قبل 20 عاماً.ومن لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن الدول الغربية لم تكن قادرة على مواصلة مهمتها في أفغانستان دون الولايات المتحدة، محذرا من أنه من الخاطئ الترجيح أن أيا من أعضاء حلف شمال الأطلسي يرغب في إعادة قواته إلى هذا البلد.وأشار جونسون إلى أن الوضع في كابل استقر إلى حد ما وأن "طالبان" الآن تسمح للدول الأخرى بمواصلة عمليات الإجلاء من العاصمة.وقال مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، أمس، إن حركة طالبان وافقت على السماح بـ"ممر آمن" من أفغانستان للمدنيين الذين يكافحون للانضمام إلى جسر جوي تديره الولايات المتحدة من العاصمة كابول.وأقر سوليفان، بالتقارير التي تفيد بأن بعض المدنيين يواجهون مقاومة، ويتم إبعادهم أو دفعهم أو حتى ضربهم"، أثناء محاولتهم الوصول إلى مطار كابول الدولي.ووصلت قوات أميركية إضافية، وهناك المزيد في الطريق إلى هناك، ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 6 آلاف جندي في تأمين المطار في الأيام المقبلة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها سترسل جون باس، سفيرها السابق لدى أفغانستان، لإدارة عملية الإجلاء في كابول، وأن وزارة الدفاع سترسل الميجور جنرال كريستوفر دونوهيو، ضابط العمليات الخاصة، ليتولى قيادة الأمن في المطار.من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بجهود دولة قطر في تعزيز الحوار بين حركة "طالبان"، والأطراف الأفغانية الأخرى. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجرك، إن الأمين العام أعرب خلال اتصال هاتفي أجراه مع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، عن عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود إلى انتقال شامل وسلمي.إلى ذلك، طالب أعضاء وفد الحكومة الأفغانية المنحلة، المشاركين في مفاوضات مع طالبان في الدوحة، بالحصول على حق اللجوء الموقت في قطر.