"السياسة" - خاص: فيما بدت وزارة الصحة ـ التي نفت أمس صحة المعلومات المتداولة عن نقص الهيئة الطبية في مستشفى الصباح على خلفية إقدام عدد كبير من الاطباء على الاستقالة ـ كمن يسعى الى اخفاء الشمس بكفه، كان مخفر الشويخ شاهدا أمس على تكرار حلقات مسلسل الأخطاء الطبية، إذ انفجر مواطن غضبا بعدما اكتشف ان الاطباء في أحد المستشفيات أجروا عملية جراحية لابنه في أذنه السليمة، بينما تركوا الأخرى التي تحتاج الى إجراء عملية جراحية على حالها، ما دعاه الى التوجه الى مخفر الشويخ وتسجيل قضية ضد ثلاثة أطباء.مصدر أمني أبلغ "السياسة" أن المواطن أبلغ الأمنيين في المخفر بوقوع نجله البالغ من العمر 14 عاما ضحية لخطأ طبي فادح، وأوضح أن الابن كان يعاني من مشاكل في الأذن اليمنى وافاد الاطباء لدى مراجعتهم وبعد الفحص بضرورة اخضاعه لعملية جراحية، لكنه ــ وبعد اجراء الجراحة ــ فوجئ بأن الأطباء أجروا الجراحة للأذن اليسرى التي لا تعاني من أي اختلال فيما تركت اليمنى التي كانت بحاجة للجراحة!
وذكر المصدر أن المواطن "كان مصدوما من فداحة الخطأ الطبي وقد جرى تسجيل قضية ضد الاطباء الثلاثة الذين أجروا الجراحة وجار استدعاؤهم للتحقيق". وكانت وزارة الصحة نفت امس صحة ما نشر في "السياسة" تحت عنوان "استقالة 7 اطباء وافدين تصيب باطنية الصباح بالشلل" الامر الذي دعا مصادر طبية الى استغراب إصرار وزارة الصحة على الادعاء بالعكس ونفي المعلومات التي تداولتها وسائل الاعلام. وقالت: "إن هذا النفي لا يستقيم مع تأكيد الوزير الشيخ د.باسل الصباح ــ في رده على سؤال برلماني نهاية مارس الماضي ــ على استقالة 22 طبيباً وافداً وطبيبة كويتية بقسم الباطنة في مستشفى الصباح ما تسبب في ارتفاع نسبة العجز في المستشفى إلى 69 في المئة، على حد قول الوزير ذاته". وذكرت ان الوزير "اوضح في الرد، أن عدد الأطباء الكويتيين العاملين بالقسم 17 طبيباً فقط بمختلف التخصصات وأن العدد المفترض تواجده يبلغ 55 طبيبا وهو ما يؤكد معاناة المستشفى وعجزه عن تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى على الوجه المطلوب". هذه الحقائق تدعمها وتعززها وثائق وسجلات المرضى في المستشفى التي حصلت "السياسة" على نسخ منها تؤكد أن هناك عددا من الحالات التي بقيت في قسم الطوارئ بالمستشفى اياما عدة قبل ان يتم تحويلها لاحقا الى قسم الباطنية.