الأربعاء 20 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

مواطنون: وعود المرشحين الانتخابية ... قصور على الرمال!

Time
الأحد 04 سبتمبر 2022
السياسة
* الغانم: تحقيق الوعود يتطلب وجود أحزاب سياسية قادرة على تنفيذ مطالب قواعدها
* الشمري: المرشح الذي لا يفي بوعوده التي ألزم نفسه بها يجب أن يحاسب من قبل ناخبيه
* النومان: تشابك أعمال التيارات وتداخل المصالح يعوقان النائب عن تنفيذ وعوده


تحقيق - ناجح بلال:

في الديمقراطيات العريقة يخوض المرشحون الانتخابات وفقا لبرامج انتخابية واضحة ومحددة وبرامج زمنية لإنجازها، ويكون البرنامج بمثابة عقد بين الجانبين، الناخب والمرشح، ملزما لكليهما، اذ يسأل المرشح خلال عضويته وبعد انتهائها عن مدى التزامه بكل ما ورد في برنامجه، بل انه يُساءل عن اي انحراف عنه ولو كان غير مقصود أو اضطراريا، وهو الامر الذي تتشكل على اساسه الكتل البرلمانية، فكثيرا ما نسمع عن تفكك ائتلافات حكومية واستقالة حكومات بسبب خروج هذا الحزب او تلك الكتلة البرلمانية من الائتلاف لمجرد صدور قرار أو اعتماد سياسة ما مخالفة للبرنامج الذي تتبناه الكتلة.
في المقابل، وفي عالمنا العربي لا تزال فكرة البرامج الانتخابية ضبابية و غائمة، أما الوعود التي يطلقها المرشحون ضمن الحملات الانتخابية فلا يزال ينظر اليها بكثير من التشكك والحذر، وكثيرا ما توصف بانها "وعود انتخابية"، أو "كلام انتخابات" يستهدف استلاب الناخب والحصول على صوته، من دون الزام حقيقي للمرشح بتنفيذه، وعلى اعتبار أن ذاكرة الشعوب "سمكية" سرعان ما تنسى!
في الكويت وفي سياق الاستعدادات للعرس الانتخابي المنتظر في 29 الجاري، توجهت "السياسة " الى المواطنين، للوقوف على رؤيتهم للوعود الانتخابية، هل يصدقونها؟ هل يفي بها المرشحون؟ وهل هي ملزمة بنظرهم؟ وهل تكفي وحدها ضمانة للتصويت لهذا المرشح او ذاك، فكان هذا التحقيق، وفيما يلي التفاصيل:

موسم الوعود
بداية، قال المواطن حمود العيسى: إن الوعود الانتخابية تنتشر وبكثرة هذه الأيام، لافتا إلى أن المرشح أثناء زيارته للدواوين، أو في ندواته الانتخابية يطلق وعودا تؤكد سعيه لرفع المعاناة عن المواطنين، إلى جانب الإصلاح الاقتصادي والقضاء على الفساد، ولكن بعد جلوسه تحت قبة عبدالله السالم ينسى تماما تلك الوعود.
من جانبها، قالت أم فهد ــ كويتية متزوجة من غير كويتي ــ في كل موسم انتخابي تطلق الوعود من المرشحين لتجنيس أبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين؛ لكنهم بعد وصولهم الى المجلس يغلقون هواتفهم، متمنية ألا ينخدع المواطن بالوعود الانتخابية لأنها كاذبة.
ويشير المواطن "بوعبدالله" إلى أن هناك فئة من المرشحين في كل انتخابات برلمانية يؤكدون أنهم في حال فوزهم ودخولهم مجلس الأمة سيقرون زيادة الرواتب وحل جميع المشاكل التي يعاني منها المواطن؛ لكن تذهب تلك الوعود مع الريح لكن الإشكالية الأكبر ان هناك فئة من المواطنين يصدقون تلك الوعود.
ويرى منسق تجمع حقوق المتقاعدين نبيل الشمري أن المرشح الذي لايفي بوعوده التي ألزم نفسه بها إبان الحملات الانتخابية يجب أن يحاسب من قبل ناخبيه، لا سيما أن النائب لا يستطيع فعل أي شيء أو يقر أي قانون بصورة منفردة.
وتمنى الشمري أن يدرك نواب المجلس المقبل الصعوبات التي تعاني منها شريحة المتقاعدين، مضيفا "أي مرشح قطع على نفسه عهدا بحل مشاكل فئة المتقاعدين نقول له ان هذا الوعد يمكن تحقيقه من خلال تنسيقه مع نواب المجلس".
وشدد الشمري على أهمية اختيار من سيمنحه المواطن صوته بعناية دون الانجرار وراء الوعود البراقة الخيالية، رافضا في الوقت ذاته أن يكون التصويت لصالح الانتماءات القبلية والطائفية والحزبية.

الاحزاب تستطيع
وعلى صعيد متصل، يؤكد د. فيصل الثويني أن الديمقراطية الكويتية لن تتقدم نحو الأمام ما لم يكن هناك نواب أقوياء لديهم القدرة على تطوير البلاد في كل المجالات، موضحا أن المرشح الذي يطلق الوعود البراقة وهو يدرك تماما أنها صعبة التحقق يخدع الشعب بصورة متعمدة وان مثل هؤلاء النواب الذين وصلوا بالمكر والكذب لا يؤتمنون على البلاد والعباد.
من جانبه يرى حمد النومان أن المواطن يفترض أن يعطي صوته للمرشح الذي يرعى مصالح المواطن الدستورية دون أن يستخدم كأداة للمعارضة، مشيرا إلى أن المرشح ــ حال فوزه ـ عليه أن يحقق المطلوب منه فيما يتعلق بتحسين الخدمات ليعيش الشعب في عيشة راقية.
وأوضح أن النواب لا يفون بوعودهم لتشابك أعمال التيارات السياسية وتداخل المصالح الانتخابية فضلا عن تواضع الوعي السياسي للنائب، وان قصر عمر الحكومات المتعاقبة جعلها تبدو مؤقتة ولهذا تعلو المصلحة الشخصية من قبل أصحاب المناصب على المصلحة الوطنية، لافتا إلى أن صعوبة اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير القطاعات الحكومية بسبب حداثة القانون والمؤسسات في البلاد. وشدد النومان على أهمية اختيار المرشح الذي يعمل من أجل خدمة البلاد والعباد ولايساهم في تأجيج الصراع السياسي بين المجلس والحكومة لا سيما أن هذا الصراع يهلك الأمة.
من جانبه، قال امين سر اتحاد ملاك العقار قيس الغانم: ان العضو الذي يراهن على الوعود التي يطلقها في حملاته الانتخابية ظنا منه انها ستحفز المواطن على التصويت له عليه أن يخاطب الناس بواقعية، فتحقيق الوعود يتطلب وجود أحزاب سياسية حيث ان الحزب يضع برنامجه الانتخابي وفي حال فوزه سيعمل تلقائيا على تحقيق ما طرحه في برنامجه لأن الحزب الذي حصل على الأغلبية لديه من القوة والسيطرة ما يمكنه من تحقيقها.
ونصح الغانم الشعب بالتصويت لصالح العناصر القوية التي تخدم البلاد والعباد دون الانجرار للوعود الانتخابية وخلافه.
آخر الأخبار