مواقع وتطبيقات التواصل سلاح ذو حدين

تركي ماجد الشمروخ

مع الطفرات التكنولوجية المتواصلة في مجالات الاتصال وظهور مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي تغير الكثير من سلوكيات المجتمعات، وتباينت ردود الأفعال تجاه هذه الوسائل التي وإن كان يطلق عليها "وسائل تواصل اجتماعي"، إلا أنها باتت و"وسائل تباعد"، فهي تباعد بين الإنسان وشقيقه، والأبناء والآباء، رغم أنهم موجودون في المنزل نفسه، وربما في الحجرة ذاتها.
وفي الفريق ذاته هناك من يعيب على تلك المواقع والتطبيقات أنها تحولت إلى ساحة للشائعات وأحياناً التصرفات غير اللائقة خصوصاً في مجتمعاتنا العربية المحافظة، بل إنها تحولت إلى ساحة لتخليص الحسابات بين المتخاصمين ونشر أدق التفاصيل والخصوصات دون مراعاة للقيم والتقاليد.
في المقابل من يرى في هذه المواقع والتطبيقات، ايجابيات كثيرة، فهي تقرب المسافات بين الناس حتى لو كانت تفصل بينهم البحار والمحيطات، كما أنها حولت العالم إلى قرية صغيرة فعلياً، فما يحدث في أقصى بلاد الأرض يعرفه القاصي والداني في اللحظة نفسها.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع أي من الفريقين، فإن المؤكد والأمر اليقيني، أن عجلة التطور التكنولوجي لن تتوقف، ومن ثم علينا أن نستوعب كل ما تنتجه بحكمة ونستخدم هذه المنتجات بوعي دون الانجراف وراء القشور والأمور السطحية، فالتكنولوجيا يفترض بها أن تسخر لخدمة البشرية والارتقاء بها من أجل التطور والتقدم بدلاً من استخدامها بهذا الشكل السلبي الضار، لتظل سلاحًا ذًا حدين يعتمد على من يستخدمه.

طالب في كلية الاداب، قسم الإعلام