مواقف نصرالله تحرج لبنان بملف الترسيم ورسائل استياء أميركية وتحذيرات من التداعيات

بيروت ـ من عمر البردان:

تركت مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في ذكرى العاشر من محرم، أصداء سلبية داخلية وخارجية، ووضعت لبنان أمام وضع بالغ الحرج، في ما يتصل بملف ترسيم الحدود البحرية، حيث أكد نصرالله بكلامه التهديدي، أن القرار بيده وأن الدولة اللبنانية، آخر من يعلم في هذا الموضوع، لا بل أن لا وجود لها، في حال قرر "حزب الله" أن تكون المبادرة في يده، في هذا الملف أو في غيره.
وبعد تصريحات نصرالله الأخيرة، فإنه لم يعد معلوماً وفق معلومات "السياسة"، ما إذا كان الوسيط الأميركي في ملف الترسيم أموس هوكشتين، سيعود إلى بيروت في وقت قريب، أم أنه سيؤجل زيارته، رداً على المواقف التصعيدية لنصرالله. وهذا من شأنه أن يراكم الأسئلة عن مصير الترسيم برمته، إذا استمر هذا التصعيد من جانب الحزب وأمينه العام.
وكشفت المعلومات، أنه ستكون للسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، لقاءات مع عدد من المسؤولين، لإبلاغهم استياء إدارة بلادها من تصعيد نصرالله، وانعكاساته السلبية على المفاوضات المرتقبة، والوقوف على خلفياته وأبعاده، وبالتالي موقف لبنان منه.
وقد طالبت الأمم المتحدة، نصر الله بأن يتجنب في خطاباته ما من شأنه أن يزيد من "تأجيج الموقف" في المنطقة، وفقاً لما قاله المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، رداً على أسئلة الصحافيين، بشأن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش، إزاء تحذيرات نصر الله.
واستنكرت "الجبهة السياديّة من أجل لبنان"، "إصرار قيادات حزب الله على مخاطبة الآخر بفوقيّة واستعلاء".
وأثنت "الجبهة" على "المبادرات التي يقوم بها بعض النواب للاتفاق على شخص لرئاسة الجمهوريّة تتوفّر فيه صفتا السيادية والاصلاحية، ويعمل من أجل إخراج لبنان من صراعات المحاور وإعادة دوره الريادي المميّز".
وقد أكد حزب "الكتائب"، أنه "لا يستطيع حزب الله أن يستخدم الناس دروعًا بشريّة ويأخذ من الدولة حصانة مفتوحة ليورّط الناس والدولة مجتمعين في مغامرات تقضي على ما تبقى".
وأكد المكتب السياسي الكتائبي، أن "كل لبناني حر لا يرضى بأن تمتدّ اليد إلى ثروته السيادية ويتمسّك بكل شبر من أرضه وهذا ما تجمع عليه كل المواقف من أي جهة أتت، فاللبنانيون لا يحتاجون إلى دروس في الوطنية وهم حريصون على سيادتهم".
إلى ذلك، وفي إطار الإصرار الرسمي على تنفيذ خطة عودة النازحين السوريين، ترأس رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، اجتماعاً حضره وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، خصص لاستكمال البحث في ملف النازحين السوريين وخطة العمل لتحقيق عودتهم إلى بلادهم.
وأمام وفد من اللبنانيين المقيمين في فرنسا، أكد الرئيس عون، ان "لبنان متمسك بحقوقه في مياهه وثرواته الطبيعية، وهو قطع شوطاً بعيداً في المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتي ستستكمل من اجل التوصل الى اتفاق في شأنها برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية". واعتبر ان "المعركة ضد الفساد ينبغي ان تستمر بالتزامن مع التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، لأن ثمة مجموعة نهبت هذا الوطن وأفقرت شعبه، ومن غير الجائز تركها من دون محاسبة وعقاب."
وفي إطار، حركة المشاورات التي يجريها، مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، في معراب، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانّا فرونِتسكا التي أطلعت جعجع على اهتمام الدول الأعضاء بالشأن اللبناني وإجماعهم، على ضرورة اخراج لبنان من المأزق الحالي،
وتوجّه جعجع من خلالها الى الأسرة الدولية ودعاها الى "الوقوف الى جانب لبنان ومواكبته في الاستحقاق الرئاسي المقبل والضغط في سبيل انجازه ضمن مواعيده الدستورية".
وجدد التأكيد على "وجوب تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لكشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت".
وفيما تتهدد العتمة الشاملة لبنان، في حال انقطاع وصول الفيول العراقي، قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض إن "هدفنا زيادة كمية الفيول لمعامل الكهرباء، وحددنا مصادر عدة ودولة العراق هي أول هذه المصادر".