الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

موت يا حصان!

Time
الخميس 09 مارس 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

هناك مثل شعبي متداول يقول: "موت يا حصان لمّا يجيك الربيع"، وقد يقال في بعض الاحيان "موت يا حمار" اجلكم الله، المهم ان قصة هذا المثل تقول ان صاحب هذا الحصان بخل عليه بخلا شديدا بالعلف حتى كاد يهلك، وهزل، وضعفت حاله لانه لم يشتر له العلف، بانتظار حلول الربيع ليأكل الحصان من عشب الارض.
هذا ما فكر به صاحب الحصان لكن النتيجة جاءت عكس المتوقع فقد مات الحصان، او الحمار لا فرق، قبل ان يأتي الربيع!
وموجب ضرب هذا المثل ان وزيرة الاشغال، دام عزها، اجلت موضوع تصليح الشوارع الى ان تجتمع مع السفارات السبع التي سوف ترشح لها شركات عالمية تعمل على اعادة رصف كل طرق الكويت، ثم تعرض الوزيرة الموضوع على مجلس الوزراء، وموافقة المجلس بحل هيئة الطرق، وتتصرف مع موظفيها الذين ثبت فشلهم
كل هذا يعني ان تصليح الطرق سوف يتأخر حتى تنتهي كل تلك الاجراءات، ولم توضح لنا معاليها: ماذا نفعل نحن عباد الله الكادحين في الايام المقبلة حتى يحين تنفيذ خططها بعيدة المدى، التي تحتاج وقتا طويلا، ولن تنتهي في القريب العاجل؟
وهذا يعني ان وضع الطرق سوف يستمر على ما هو عليه، ولن يتوقف عند كلمة سيئ، بل سوف يكون أسوأ كلما تأخر التصليح، بانتظار حضور الشركات العالمية من الخارج، ثم يتم التعاقد معها مباشرة، ويتم حل هيئة الطرق والتصرف بتركتها الثقيلة، وكل هذا لن يتم بين عشية وضحاها، مع العلم أن الناس لم تعد تحتمل الشوارع المكسرة والحصى المتطاير، والحفر المرعبة، وتسلخ طبقات القار في جميع مناطق الكويت.
وليكن طرح السؤال بطريقة أخرى: هل تريد الاشغال، على اعتبار ان هيئة الطرق التي ثبت فشلها، قد الغيت الى غير رجعة، فهل تريد الاشغال أن يموت الحصان قبل ان يأتي الربيع وتخضر الارض، ويرعى من عشبها؟ وما الذي سيجري لو اجدبت تلك السنة؟
الشعب الكويتي مطالبه واضحة، فهو ليس بحاجة وعود ولا لجان، ولا اجتماعات على مستوى محلي او عالمي، فنحن بحاجة ماسة الى حلول عملية سريعة تطبق على الارض، وبالخط العريض، نحن بحاجة الى فرق عمل تنزل الى الشارع، وتنقذ ما يمكن انقاذه، وتصلح ما يمكن تصليحه، ولنترك الاجتماعات والخطط تأخذ مجراها من دون عجلة وقرارات مرتجلة نندم عليها فيما بعد.
نحن بحاجة ماسة الى مسؤولين يتركون المكاتب وينزلون الى الشارع، فقد آن أوان العمل الجاد لمعالجة الطرق بالامكانيات المتوافرة، ولا مانع من الاستعانة بالشركات الكويتية المتخصصة، ذات السجل النظيف، لانقاذ البلاد والعباد من حفر الشوارع، وتطاير الحصى.
باختصار شديد نحن لا نريد ان يموت حصاننا قبل ان يأتينا ربيع الاشغال... زين.
آخر الأخبار