موجة غلاء غير مسبوقة تضرب الأسواق

تحقيق - ناجح بلال:

ما إن تصاعدت التهديدات في شرق اوروبا وقبيل بدء العمليات الحربية في اوكرانيا، انطلقت عمليات رفع الاسعار الممنهجة للسلع الغذائية والبضائع في الكويت، وطالت شظاياها الاسواق المركزية والجمعيات والاسواق الموازية، وعذر التجار والموزعين امام المستهلك المغلوب على امره حاضر دائما "انها الحرب فهي السبب في هذه الزيادة".
أجرت "السياسة" تحقيقا ميدانا التقت مستهلكين من جميع الشرائح وسبرت رأيهم فيما اذا كانت هناك زيادة في الاسعار وما أسبابها أن وجدت؟ ليجمعوا على ان تداعيات الحرب في القارة الاوروبية بريئة من هذه الزيادات وانها زيادة مصطنعة والدليل على ذلك تفاوت الاسعار بين مراكز التسوق داخل البلاد في ظل غياب الرقابة من الجهات الرسمية سواء في ادارة حماية المستهلك او غيرها من جهات، في وقت اجمع مسؤولو الجمعيات ومنافذ التوزيع ان الارتفاع في الاسعار هو منحى عالمي بدأ مع جائحة "كورونا" التي لا تزال تداعياتها قائمة على حركة التجارة العالمية فضلا عن الاحداث الاخيرة التي تشهدها روسيا واوكرانيا. وفي التفاصيل:
بداية، قال عبدالله الكندري إن أسعار المواد الغذائية "اشتعلت" مؤخرا خصوصا المنتجات المستوردة، مشيرا الى أن كيلو فاكهة الكيوي كان يباع بـ٧٠٠ فلس في حين بلغ سعره حاليا دينار، فيما زاد سعر كيلو التفاح من ٥٥٠ إلى ٧٥٠ فلسا والامر ذاته ينطبق على الدجاج المجمد فالصندق ذو الـ١٠حبات كان يباع بـ٧ دنانير وبلغ مؤخرا ٩ دنانير.
وطالب الكندري بضرورة تاسيس شركة حكومية لاستيراد المواد الغذائية بالشراكة مع القطاع الخاص الذي يحتكر هذا النشاط.

تفاوت في الأسعار
وعبر المواطن بو وضحة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الجمعيات التعاونية ومراكز التسوق الأخرى بالقول "نار ياحبيبي نار"، لافتا إلى أن هذا الارتفاع يؤكد غياب رقابة الجهات المعنية فمن غير المعقو أن تجد سعر كيلو الكوسا بـ450 فلسا في جمعية وبـ660 فلسا في جمعية اخرى، وان تجد سعر كيلو الخيار بـ 190 فلسا ويصل الى 250 في جمعية أخرى وسعر الفلفل ما بين 650 فلسا ودينار.

مقارنة خليجية
بدوره، أشار عادل المطيري إلى أن أسعار المواد الغذائية في الكويت ترتفع بشكل ملحوظ مقارنة بالدول الخليجية ولهذا يشتري عدد من المواطنين منتجاتهم من السعودية، متسائلا هل من المعقول ان يرتفع سعر صفيحة زيت زنة ٣ لترات من دينار و٨٠٠ فلس إلى دينارين وربع، وارتفاع أسعار البهارات بنسبة تخطت ١٠%، مؤكدا ان ذلك مرده بالدرجة الاولى الى غياب رقابة وزارة التجارة والصناعة وتلاعب التجار.
حتى المدعوم... ارتفع
من جانبه، قال عادل أدهم إن أسعار المواد الغذائية زادت منذ فترة بشكل ملحوظ، فكيس ارز بسمتي زنة ٥ كيلو غرامات ارتفع من دينار ونصف إلى دينار و٩٠٠ فلس، وعبوة مرق الدجاج ماجي التي كانت تباع بدينار وربع وصلت لدينار و400 فلس، فضلا عن إرتفاع اسعار الخضروات بمعظمها. واوضح أن اسعار جميع منتجات الأجبان المستوردة ارتفعت بنسبة ١٥%، موضحا أن هناك بعض الأسواق رفعت حتى المنتجات المدعومة فسعر كيس مكرونة المطاحن زاد من ١٥٠ فلسا إلى 165 فلسا.

تغيير اجتماعي
من جهته، ذكر حازم صلاح أن أسعار التونة إرتفعت عن السابق حيث كانت تباع الأربع عبوات بحدود دينار و١٠٠ فلس ووصل سعرها الآن دينار و٣٥٠ فلسا مشيرا إلى أن الأسعار تزيد بصورة دائمة والرواتب ثابتة ولاتتحرك ما جعل الكثير من أرباب الأسر الوافدة يفكروا جيدا في البقاء في الكويت بمفردهم دون أسرهم.

تكاليف الشحن
أما مدير العلاقات العامة بأحد المراكز الغذايئة الكبرى كرم أبو الفتوح فذكر أن فترة "كورونا" ساهمت في زيادة هامش الأسعار بصورة طفيفة بحدود 5% ولكن هناك ارتفاعا للأسعار حدث في النصف الاخير من العام الماضي على المنتجات العالمية فضلا عن رفع رسوم النقل الشحن.
وبين أبو الفتوح أن هناك مراكز غذائية تبالغ في الأسعار على حسب المنطقة ولكن سلسلة المتاجر التي يعمل بها تحافظ على ثبات الأسعار فضلا عن العروضات التي تقدمها بصفة دائمة.