عواصم - وكالات: وسط بروز سيناريوهات أقساها مواجهة نووية أو توسع رقعة الصراع، وأدناها أن تحرق النار المحتدمة مشعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أو سقوط كييف، دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية منعطفاً جديداً أمس، بتشديد الخناق العسكري على العاصمة كييف، وإحكام حبل العقوبات حول رقبة موسكو، في ظل تحذيرات بريطانية من "صراع طويل يدفع فاتورته الاقتصاد العالمي، الذي تكبَّد حتى الآن تريليونات الدولارات"، واشتداد الوطأة الإنسانية والمعيشية على عواصم بعيدة من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.وبينما اتفق المُحللون حول العالم على أن دخول الحروب أسهل من الخروج منها، وضع عدد منهم خمسة سيناريوهات للحرب الروسية على أوكرانيا، أولها سقوط الرئيس فلاديمير بوتين، وهو السيناريو الذي يحلم به الغربيون، والثاني رضوخ أوكرانيا، وهو السيناريو الذي وضعه بوتين، ويواجه عقبات يرى العديدون أنه لا يُمكن التغلب عليها.أما باقي السيناريوهات فهي إما المراوحة في المواجهات بعدما فاجأ الأوكرانيون الروس والغربيين بتعبئتهم الشديدة رغم الدمار الهائل والخسائر الفادحة التي تكبدوها، أو توسّع النزاع، حيث تتقاسم أوكرانيا حدودا مع أربعة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وآخر السيناريوهات المواجهة النووية، وذلك بعدما أقدم بوتين على تصعيد كبير بإعلانه وضع قوات الردع النووي "في حال تأهب خاصة"، في موقف مقلق غير أنه يفتقر إلى مصداقية.ميدانياً، تتواصل المواجهات حول كييف، التي يبدو أنها تترنح تحت وطأة الحصار الخانق والضربات الروسية المركزة، ومع دخول العملية العسكرية الروسية يومها الحادي عشر، يزداد يقين الغرب بأنها ستسقط في النهاية بأيدي الغزاة.
وأفادت مصادر بأن روسيا تُحكم قبضتها على العاصمة الأوكرانية من خلال تطويقها بالكامل، واستمرار محاولات دخولها من المنطقة الشمالية، وسط قصف عنيف على ضاحية إربين القريبة من العاصمة كييف، فيما تتواصل عمليات الإجلاء واسعة النطاق، في حين هدَّد الرئيس فلاديمير بوتين بحرمان أوكرانيا من "وضع الدولة".اقتصادياً، وبينما حذرت بريطانيا من صراع قد يدوم لأشهر، واتهمت روسيا باستهداف المناطق السكنية كما جرى في سورية والشيشان، أشارت التقديرات إلى تكبُّد روسيا نحو 20 مليار دولار خسائر يومية، في المقابل قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها مقتربة من 120 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 14 عاماً، وسيطرت الألوان الحمراء على مؤشرات البورصة العالمية، وقفزت أسعار الغاز في أوروبا نحو 35 في المئة.وبينما يصعب تقدير التكلفة الحقيقية للغزو الروسي في الوقت الحالي، هزَّ أسبوع الحرب الأول الاقتصاد العالمي، حيث عزلت العقوبات الغربية السريعة روسيا، وانهارت عملتها وأصولها المالية، وأدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، ويشير خبراء إلى أن الاقتصاد العالمي تكبَّد نحو تريليون دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة.