موسم الحرائق

كتب - منيف نايف ومحمد غانم:

بين تشكيك في تطبيق شروط السلامة وبين نظرية المؤامرة في افتعالها، شهدت البلاد الاسبوع الماضي عدة حرائق في فترة زمنية قصيرة، ورغم تشكيل لجان تحقيق في معظم هذه الحرائق وسابقتها في الاعوام السابقة الا ان غياب نتائج هذه اللجان او عدم جدواها ادى الى تكرارها دون الاستفادة من تجارب الحرائق السابقة لاسيما تكرر العديد منها في الموقع نفسه اكثر من مرة والتي لطالما عززت نظرية المؤمرة لدى الراي العام وباتت هذه النظرية محل تداول في وسائل التواصل الاجتماعي مع اندلاع اي حريق.
وشهدت البلاد خلال الايام الخمسة الماضية حرائق هائلة تعاملت معها مراكز قوة الاطفاء بكل كفاءة، بدءا من حريق هائل اندلع في مطار الكويت الجديد "تيرمنال 2" مرورا بحريق ضخم اندلع في سوق المباركية وسكراب النعايم بمنطقة السالمي وصولا الى حريق بسيط اندلع في وزارة الكهرباء تم التعامل معه، حيث اسفرت هذه الحرائق عن خسائر مادية كبيرة.
وإذ اعتبر النائب د.عبدالكريم الكندري تكرار الحرائق في الأماكن الحيوية بالبلاد وبالمشاريع الكبرى يؤكد مدى القصور في اشتراطات الأمن والسلامة وهو ما يستدعي إعادة النظر في لوائحها وتطويرها وتكثيف الرقابة عليها، تناولت الكثير من الحسابات نظرية المؤامرة وتحديدا في حريق مبنى وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة والتي اعتبرت ان دخان الحرائق ابعد من ان يكون حادثا عاديا بل له ابعاد سياسية متعلقة باستجواب مقدم لوزير الكهرباء والهدف منه طمس الحقائق.
وامام نظرية المؤامرة هذه التي ضاجت بها وسائل التواصل الاجتماعي لم تجد الوزارة من مفر سوى اصدار بيان رسمي نفيا لهذه النظرية مضافا اليه الديباجة حول تشكيل لجنة تحقيق.
ونفت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في بيان صحافي "صحة ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي من احتراق كل المستندات المتعلقة بمحاور السؤال البرلماني المقدم من النائب عبدالله المضف للوزيرعلي الموسی، والمتعلق بالمخازن والجرد وتقارير الحرائق في المشاريع الحكومية"، مشيرة الى ان الوزير الموسى وجه بتشكيل لجنة تحقيق محايدة مدتها اسبوعان للوقوف على اسباب الحادث.
وأعلنت الوزارة في بيان صحافي اول من أمس، "أن كل الوثائق محفوظة إلكترونيا والحريق الذي نشب في مبنى الوزارة بعيد كل البعد عن إدارة مخازن الوزارة".
وبالعودة الى الحرائق، اندلع حريق محدود في إحدى الإدارات في الطابق الثالث في المبنى الرئيسي لوزارة الكهرباء في تمام الساعة 9:45 من صباح أول من امس، وتم إبلاغ العمليات فور وقوع الحريق، وعلى الفور توجهت فرق الإطفاء والطوارئ التابعة للوزارة وقامت باجراء اللازم وإخماد الحريق الساعة 10:35صباحا.
وفي سياق متصل، اعلنت الادارة العامة للاطفاء عن سيطرتها على حريق هائل على مساحة 5 الاف متر اول من امس، في سكراب النعايم بمنطقة السالمي، مشيرة الى ان 4 فرق وهي الشقايا والجهراء الحرفية والاستقلال والاسناد تمكنوا من اخماد الحريق قبل امتداده للمركبات، مؤكدة ان وحدة التحقيق باشرت عملها لمعرفة ملابسات الحريق.