موسم الدروس الخصوصية... جرعات تعليمية وهمية تحصد مئات آلاف الدنانير

كتب ـ عبدالرحمن الشمري:

مع قُرْب اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، وفيما وضعت مئات المدارس، لاسيما في المرحلة الثانوية، جداول تقوية مجانية للطلبة تقدم فيها شرحاً للدروس وتقدم فيها المذكرات، شرع بعض المعلمين ببث إعلاناتهم عن الدروس الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي وصحف إلكترونية رغم إدراكهم خطرها وتأثيرها السلبي في أداء الطلاب.
وفي هذا الإطار، حذرت مصادر تربوية من أن بعض المعلمين الوافدين باتوا يتسابقون لاقتناص حاجة الأسرة لتعليم أبنائها، ولا يقدمون إلا جرعات وهمية من التعليم يركز فيها على الحفظ دون الفهم البنائي للمنهج الذي يبدأ مع انطلاقة العام الدراسي ويتوج في نهايته باختبارات تقيس فهم واستيعاب الطالب للمنهج.
وقالت المصادر لـ"السياسة": إن المعلم الخصوصي قد لا يكون متخصصاً أو مطلعاً على بناء وحدات المناهج وطرق تدريسها ما يحدث تعارضاً بين مع ما يقدمه المعلم الاساسي في الفصل الدراسي ويدخل الطالب في تناقضات، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من المعلمين عاودوا مزاولة نشاطهم بتقديم الدروس الخصوصية.
أضافت: رغم تشديد وزارة التربية بمنعها وإحالة من يزاول هذه الدروس إلى التحقيق وصولاً إلى المعاقبة إلى الفصل، مشيرة إلى أن هذه الآليات ليست ذات جدوى وإنما لذر الرماد في العيون، مشددة على الحاجة لإجراءات فعالة لمنع هذا الخطر الذي بات يدمر التعليم ويضعضع الثقة في دور ومكانة المؤسسات التعليمية الرسمية.
وذكرت أن بعض المعلمين في القطاعين الحكومي والخاص لا يعيرون تحذيرات الوزارة في هذا الشأن أي اهتمام أمام العائد المادي الذي يحققونه في موسم الاختبارات والذي يتجاوز آلاف الدنانير، مبينة أن قيمة الحصة الواحدة في الساعة في الايام العادية تتراوح ما بين15 و20 ديناراً للطالب.
أشارت المصادر إلى أن أغلب المعلمين الذين يزاولون هذا النشاط التعليمي الممنوع من وزارة التربية، اتجهوا الى فرض تقديم الدروس عبر مجاميع طلابية لا تقل واحدتها عن خمسة طلاب ليتقاضى 100 دينار في ساعة واحدة وقد تزيد للمادة مع زيادة عدد الطلبة في المجموعة الواحدة.
وإذ حذرت المصادر من وجود ما أسمته "مافيا الدروس الخصوصية"، أشارت إلى أن إقبال بعض أولياء أمور الطلبة على اللجوء للدروس الخصوصية يدفع المعلمين إلى مضاعفة الأسعار، خاصة لصفوف المرحلة الثانوية، ما يضع ولي الامر تحت مقصلة دفع بين 30 و50 ديناراً للحصة الواحدة في ليلة الاختبار في الصف الثاني عشر.